وتنقسم إلى قسمين : أل الاسمية وأل الحرفية .
أولاً : ( أل ) الاسمية : اسم موصول بمعنى ( الذي ) وتدخل على الصفات المشتقة كاسم الفاعل واسم المفعول ، والصفة المشبهة .
نحو : جاء الضارب ، ورأيت المقتول ، وصافحت الحسن الوجه ، ومنه قوله تعالى ( للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم )(1) ، وقوله تعالى ( الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد )(2) .
فأل في الآيتين السابقتين اسم موصول دخلت على اسمي الفاعل ( قاسية ) و ( عاكف ) والعائد عليها الضمير في ( قلوبهم ) و ( فيه ) .
ومثال دخولها على اسم المفعول قوله تعالى ( وعلى المولود له رزقهن )(3) .
ومثال دخولها على الصفة المشبهة قوله تعالى ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون )(4) .
ومنه قول الشاعر :
السامع الذم شريك له والمطعم المأكول كالآكل
وقول عنترة * :
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما والناذرين إذا لم ألقهما دمي
ـــــــــــــ
(1) الحج [53] (2) الحج [25] .
(3) البقرة [233] (4) البقرة [362] .
* عنترة : هو عنترة بن شداد وقيل ابن عمرو وشداد جده معاوية بن قراد بن مخذوم بن مالك وينتهي نسبه إلى مضر ، أحد فرسان العرب المشهورين وأجوادهم المعروفين وأحد الأغربة الجاهليين ( وأغربة ) العرب سودانهم ، صاحب المعلقة المشهورة ، كان والده أحد سادات عبس وأمه حبشية سوداء ، فلفظه والده ، وبعد أن أبلى في الحرب أعطاه نسبه وأعاده إلى اشتهر بحب ابنة عمه ، وتوفي سنة 22 قبل الهجرة .
وقول الفرزدق :
من القوم الرسول الله منهم لهم دانت رقاب بني معد
فأل في كلمة ( السامع ، والمطعم ، والمأكول ، والآكل ، والشاتمي ، والناذرين ) اسم موصول وكذلك في كلمة ( الرسول ) وتقدير الكلام : الذين رسول الله منهم ، فحذف الاسم اكتفاء بالألف واللام (1) .
وقد تدخل ( أل ) الموصولة على الأفعال المضارعة ، وذلك قليل ، وقد اعتبرها بعض النحويين زائدة ، ومنه قول الفرزدق :
ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
والشاهد في البيت قوله ( الترضى ) ، حيث دخلت ( أل ) الموصولة على الفعل المضارع ولم يسمع بهذا إلا في الشعر .
ثانياً : ( أل ) الحرفية : وهي ( أل ) التعريف وليس لها إعراب ، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ أل العهدية : وهي لتعريف المعهود الذهني .
نحو : جاء الضيف ، أي : الضيف المعهود المتوجه ذهننا إليه ، ومنه قوله تعالى ( إذ هما في الغار )(2) .
أو لتعرف المعهود الذكري ، نحو : اشتريت الحديقة ثم بعت الحديقة .
ومنه قوله تعالى ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة )(3) .
أو لتعريف المعهود الحضوري .
ــــــــــــــ
(1) أنظر الجنى الداني ص 201 .
(2) التوبة [40] .
(3) النور [35] .
نحو : جاءني هذا الرجل .
ومنه قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم )(1) .
2 ـ أل الجنسية : وهي الدالة على استغراق الجنس حقيقة .
نحو قوله تعالى ( إن الإنسان لفي خسر )(2) .
أو الدالة على استغراق الجنس مجازاً ، وهي ترد لشمول الجنس زيادة مجازاً ، وهي ترد لشمول خصائص الجنس على سبيل المبالغة ، نحو : أنت الرجل علماً ، أي : الكامل في هذه الصفة .
ومنه قوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح )(3) ، أي : كل من توفرت فيه صفات الفساد وتوفرت فيه صفات الإصلاح .
3 ـ أل التي لبيان الحقيقة : وهي التي تبين حقيقة واقعة معينة .
نحو : أحب الأمانة وأكره الخيانة .
ومنه قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )(4) .
فالمقصود حقيقة هو الماء .
ثالثاً أل ) الزائدة : وهي أل الداخلة على الاسم المعرفة أو النكرة فلا تغير من تعريفه أو تنكيره . مثال دخولها على المعرفة : إن المأمون بن الرشيد أحد خلفاء بني العباس . فالمأمون والرشيد والعباس معارف قبل دخول ( أل ) عليها وهي بالتالي لم تفدها تعريفاً جديداً . ومثال دخولها على النكرة : أدخلوا الطلاب الأول فالأول . فكلمة أول نكرة لأنها حال ، وعندما أدخلنا ( أل ) عليها لم تخرجها من دائرة التنكير .
ـــــــــــــ
(1) المائدة [3] (2) العصر [2] (3) البقرة [220] (4) الأنبياء [30] .
وتنقسم ( أل ) الزائدة إلى نوعين :
1 ـ أل الزائدة اللازمة التي اقترنت بالاسم منذ عرف عند العرب ولم تفارقه وهذه الأسماء معرفة في أصلها كأسماء الأعلام ومنها :
السموأل بن عدياء * ، واللات ، والعزى ** ، وبعض الظروف مثل : الآن ، وبعض الأسماء الموصولة كالتي والذي .
ـــــــــــــــ
* السموأل بن عدياء : هو السموأل بن العريض بن عدياء الأزدي ، شاعر جاهلي حكيم من شعراء اليهود القاطنين في خيبر ، وقدمه ابن سلام على جميع شعراء اليهود ، اشتهر بالوفاء ، فقد استودعه أمرؤ القيس دروعاً وطلبها منه الحارث الغساني فأبى أن يعطيها له ورهن ابناً له مقابلها .
** اللات والعزى : صنمان في الجاهلية هدمها الله بالإسلام ، وكانت العزى تقلد بالقلائد وقال فيها كعب بن مالك :
ونردي اللات والعزى ووداً ونسلبها القلائد والشنوفا
وقال ابن العباس : كان اللات رجلاً يلت السويق للحجاج ، واللات تأنيث الله ، كانت صخرة مربعة بالطائف وكانت قريش كلها تعظمها ، وقد ذكرها الله في القرآن الكريم فقال تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ) 19 النجم ، ولم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وأحرقها بالنار ، والعزى تأنيث الأعز ، والأعز بمعنى العزيز وهي أعظم الأصنام عند قريش وكانت بوادي نخلة الشامية قال ابن الحبيب أنها شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان ، وورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) 19 النجم .
2 ـ أل الزائدة العارضة : وهي التي توجد في الاسم حيناً ولم توجد فيه حيناً آخر وهذا النوع مما يضطر إليه الشعراء عند الضرورة ، ومنه قول الشاعر :
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلاً ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
فأدخل الشاعر ( أل ) على كلمة أوبر اضطراراً لأن العرب عندما تستعملها تذكرها بدون ( أل ) ، لأنها من أعلام الجنس فتقول : بنات أوبر . كما يضطرون لإدخال ( أل ) على التمييز وهو في الأصل مجرد منها .
بل لا تدخل عليه البتة ، ومنه قول راشد اليشكري * :
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو
فأدخل الشاعر ( أل ) على كلمة نفس وهي تمييز وذلك اضطراراً .
قال الشاعر :
السامع الذم شريك له والمطعم المأكول كالآكل
السامع : أل اسم موصول مبني على السكون بمعنى الذي ولا يظهر عليها الإعراب لأنها مع الصفة بعدها بمنزلة الشيء الواحد فكأنهما المركب المزجي يظهر إعرابه على الجزء الأخير منه (1) .
ــــــــــــ
(1) أنظر النحو الوافي للعباس حسن ج 1 ص 321 .
* راشد بن شهاب اليشكري : هو راشد بن شهاب بن عبده بن عصم بن ربيعة بن عامر اليشكري ، ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار ، شاعر جاهلي مدحه نصر بن عاصم بن الحليف اليشكري بأبيات منها ( ومن الذي فك العناة فعاله ) .
السامع : مبتدأ مرفوع بالضمة .
الذم : مفعول به لاسم الفاعل منصوب بالفتحة .
شريك : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة ( سامع الذم شريك له ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
له : جار ومجرور متعلقان بشريك .
والمطعم : الواو حرف عطف ، المطعم معطوف على السامع .
المأكول : مفعول به لاسم الفاعل .
كالآكل : الكاف حرف تشبيه وجر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الآكل : اسم مجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ مطعم ، والجملة من مطعم ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة ( أل ) .
قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) .
اليوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأكملت .
أكملت : فعل وفاعل .
لكم : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بأكملت أيضاً .
دينكم : دين مفعول به لأكملت ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .
قال تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح ) .
والله : الواو واو الحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .
المفسد : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة الفعلية في محل رفع مبتدأ .
من المصلح : جار ومجرور متعلقان بيعلم لتضمنه معنى يميز ، ويجوز تعلقهما بمحذوف حال من المفسد ، وذلك على اعتبار ( أل ) للتعريف .
والجملة الاسمية ( والله يعلم ) في محل نصب حال من إخوانكم قبلها والرابط الواو ، والضمير مقدر ، إذ التقدير : المفسد لأموالهم والمصلح لأموالهم . ويجوز أن تكون الجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة إذا اعتبرنا الواو للاستئناف .
ترد في أربعة استعمالات .
أولاً : تأتي حرف استفتاح للتنبيه ، والدلالة على تحقيق ما بعدها ، وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية على حد سواء ، وعلامتها صحة الكلام بدونها .
كقوله تعالى ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم )(1) .
ومثال دخولها على الأسماء قوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف
عليهم )(2) ، وقوله تعالى ( ألا لعنة الله على الظالمين )(3) .
ومنه قول لبيد * :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
ويكثر مجيء النداء بعدها كقول امرئ القيس :
ـــــــــــــ
(1) هود [8] (2) يونس [62] (3) هود [18] .
* لبيد : هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب العامري ، أحد الشعراء المجيدين ، والفرسان المشهورين ، عمر طويلاً ، ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم مع بني عامر ، وأسلم وحسن إسلامه ، مات عن عمر يناهز المائة والأربعين في خلافة معاوية سنة 40 هـ ، وهو أحد أصحاب المعلقات ، جعله ابن سلام في الطبقة الثانية الجاهلية .
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
ثانياً : تأتي حرفاً للعرض : وهو الطلب مع اللين ، وتدخل على الأفعال .
نحو قوله تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم )(1) .
ثالثاً : تأتي حرفاً للتحضيض : وهو الطلب بإلحاح وتدخل على الأفعال أيضاً .
نحو : ألا أحسنت إلى الفقراء .
ومنه قوله تعالى ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم )(2) .
رابعاً : وتأتي مركبة من همزة الاستفهام ، ولا النافية للجنس ، وعندئذ تكون كالآتي :
أ ـ حرفاً للتمني ، كقول الشاعر :
ألا عُمْرَ وليّ مستطاع رجوعه فيرأب ما أَتْأَتْ يد الغفلات
ب ـ حرفاً للتوبيخ ، نحو قوله تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )(3) .
وقوله تعالى ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم )(4) .
ومنه قول حسان * :
ألا طعان ألا فرسان عادية ألا تجشؤكم عند التنانير
ـــــــــــــ
(1) النور [5] (2) التوبة [13] .
(3) البقرة [44] (4) المائدة [74] .
* حسان : هو حسان بن ثابت بن حرام الخزرجي رضي الله عنه , يكنى أبا الوليد ، أحد فحول الشعراء ، وقيل إنه أشعر أهل المدن ، وهو أحد المعمرين المخضرمين عاش مائة وعشرين سنة منها ستون في الجاهلية ، ومثلها في الإسلام ، وقد فضل حسان الشعراء بثلاث خصال : كان شاعر الأنصار في الجاهلية ، وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم في عهد النبوة ، وشاعر اليمنيين في الإسلام ، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " اللهم أيده بروح القدس " توفي بالمدينة سنة 54 هـ .
ج ـ وتأتي حرفاً للاستفهام ، نحو قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) (1) . فقد ذكر أبو حيان في البحر المحيط أن الهمزة في ( أفلا ) للاستفهام الإنكاري وفيه معنى التعجب من ضعف عقولهم (2) ، والمعنى : أفلا يتدبرون هذه الأدلة ويعملوا بمقتضاها ويتركوا طريقة الشرك .
ومنه قوله تعالى ( ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) (3) .
ومنه قول ابن الملوح * :
ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
قال تعالى ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم ) .
ألا : حرف استفهام لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمصروف الآتي ، والتقدير لا يصرف عنهم يوم يأتيهم ، وقيل العامل فيه محذوف دل عليه الكلام .
يأتيهم : يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل
ـــــــــــــــ
(1) الأنبياء [30] .
(2) أنظر البحر المحيط ج 6 ص 307 . (3) يس [73] .
* ابن الملوح : هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن قس العامري ، شاعر عاشق عاش في العصر الأموي ، وأحب ليلى بنت مهدي بن ربيعة ، فأبى والدها أن يزوجها له ، فجن وهام على وجهه يتغزل بها حتى مات سنة 70 هـ وقصتها مشهورة ، وقد عرف بمجنون ليلى .
نصب مفعول به .
ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على العذاب .
مصروفاً : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة .
عنهم : جار ومجرور متعلقان بمصروف .
قال تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) .
ألا : حرف عرض مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
يغفر : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، والمصدر المؤول من أن والفعل يغفر في محل نصب مفعول به لتحبون .
لكم : جار ومجرور متعلقان بيغفر .
قال تعالى ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم ) .
ألا : حرف تحضيض مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تقاتلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
قوماً : مفعول به منصوب بالفتحة .
نكثوا : نكث فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
أيمانهم : أيمان مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، وجملة نكثوا ... إلخ في محل نصب صفة لقوم .
قال الشاعر :
ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
ألا : الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل ل من الإعراب ، لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
اصطبار : اسم لا مبني على الفتح في مل نصب .
لسلمى : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف علم ينتهي بألف تأنيث مقصورة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .
أم : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
بها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .
جلد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .
إذا : ظرف للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب متعلق بألاقي .
ألاقي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
والجملة في محل جر مضاف إليه لإذا .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لألاقي .
لاقاه : لاقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
أمثالي : أمثال فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف ، والياء ضمير المتكلم في محل جر مضاف إليه .
والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
تأتي ألاّ المفتوحة الهمزة والتشديد للام لاستعمالات ثلاثة :
1 ـ حرف تحضيض لا عمل له ، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية
والخبرية ، نحو : ألاّ تساعد الضعيف ، والفعل بعدها مرفوع .
2 ـ حرفاً مركباً من ( أن ) المصدرية الناصبة ، و ( لا ) النافية لا عمل لها .
نحو : أود ألاّ تقصر في واجبك .
والفعل بعدها منصوب بأن المصدرية .
ومنه قوله تعالى ( ألاّ تعلوا عليّ وأتوني مسلمين )(1) .
3 ـ حرفاً مركباً من ( أن ) التفسيرية ، أو المخففة من الثقيلة ، و ( لا ) الناهية الجازمة للفعل المضارع .
نحو : أخبرتك ألا تقصرْ في حق والديك .
والفعل بعدها مجزوم بلا الناهية .
تأتي ( إلاّ ) المكسورة الهمزة ، المشددة اللام لعدد من الاستعمالات :
أولاً : أن تكون حرف استثناء ، وما بعدها مستثنى واجب النصب ، إذا كان الكلام قبلها تاماً مثبتاً ، نحو : جاء اللاعبون إلاّ لاعباً .
ومنه قوله تعالى ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين )(2) .
ــــــــــــــــ
(1) النمل [31] (2) التوبة [3-4] .
ومنه قوله تعالى ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين )(1) .
وهذا النوع من المستثنى يعرف بالمتصل لأنه جزء من الاستثناء ، وقد لا يأتي المستثنى جزء من المستثنى منه ، فيسمى بالمستثنى المنقطع .
نحو : وصل المسافرون إلا حقائبهم .
ويكون منصوباً ولا فرق بينه وبين المتصل من حيث الإعراب .
ومنه قوله تعالى ( ما لهم به من علم إلا اتباع الظن )(2) .
ومنه قول الشاعر :
وقفت فيها أصيلاً كي أسائلها عيت جواباً وما بالربع من أحد
إلا الأواري لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد
2 ـ أن يكون حرف استثناء ، يجوز نصب ما بعده به ، أو إهماله وإتباع ما بعده لما قبله ، وذلك إذا كان الكلام قبله منفياً تاماً .
نحو : ما تأخر من الطلاب إلا طالباً ، أو طالب .
ينصب طالب على الاستثناء ، أو بجره على الإتباع ، فيكون بدلاً من الاسم المجرور ، ومنه قوله تعالى ( ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك )(3) .
بالنصب والرفع في القراءتين .
بالنصب على أنه مستثنى منصوب بإلا ، وبالرفع على أنه بدل من أحد .
ومنه قوله تعالى ( ما فعلوه إلا قليل منهم )(4) .
3 ـ أن تكون حرف استثناء ، وتعرف بأداة الحصر ، إذا كان الكلام قبلها منفياً ناقصاً ، ويعرب المستثنى بحسب موقعه من الكلام .
ـــــــــــــ
(1) النمل [57] (2) النساء [157] .
(3) هود [81] (4) النساء [66] .
ويعرف بالاستثناء المفرغ ، لأن ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده .
مثال الرفع : ما تغيب إلا طالب .
ومنه قوله تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )(1) .
ومثال النصب : ما رأيت إلا طالباً .
ومنه قوله تعالى ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً )(2) .
ومثال الجر : ما مررت إلا بأحمد .
ثانياً : أن تكون ( إلا ) بمعنى ( غير ) فتكون هي والاسم الذي يليها بمثابة كلمة واحدة يوصف بها موصوفاً يغلب عليه الجمع والتنكير .
كقوله تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )(3) .
ثالثاً : تأتي ( إلا ) حرف عطف بمعنى ( الواو ) وهذا مختلف فيه ، وجعلوا منه قوله تعالى ( لئلاً يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم )(4) .
والتقدير : ولا الذين ظلموا منهم ، وأولها جمهور النحاة على الاستثناء
المنقطع (5) ، ومنه قول الفرزدق :
ما بالمدينة دار غير واحدة دار الخليفة إلا دار مروانا
والتقدير : ودار مروانا .
وأقول : لا يخفى عليك أخي الدارس ما في ذلك من تكلف والأصح أن ( إلا ) في البيت السابق يجوز في الاسم بعدها النصب أو الإتباع .
فجاءت كلمة ( دار ) مرفوعة على الإتباع بدلاً من ( دار ) الأولى (6) .
ــــــــــــــ
(1) النمل [65] (2) الفرقان [8] .
(3) الأنبياء [22] (4) البقرة [150] .
(5) أنظر مغني اللبيب ج1 ص73 . (6) أنظر في ذلك الكتاب لسيبويه ج2 ص240 .
رابعاً : أن تكون ( إلا ) زائدة .
ومنه قول الشاعر :
حراجيج ما تنفك إلا مُناخة على الخسف أو نرمي بها بلداً قفزا
خامساً : تأتي مركبة من ( إن ) الشرطية و ( لا ) النافية .
كقوله تعالى ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )(1) .
وقوله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله )(2) .
سادساً : وقال صاحب الجنى الداني نقلاً عن غيره " ومن أغرب ما قيل في ( إلا ) إنها قد تكون بمعنى ( بعد )(3) " ، وجعل القائل من ذلك قوله تعالى ( إلا الذين ظلموا منهم )(4) ، وقوله تعالى ( إلا الموتة الأولى )(5) .
ولا يخفى على الدارس ما في ذلك من تكلف وإنما ذكرناه لزيادة المعرفة .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين ) .
الواو : بحسب ما قبلها .
بشر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وجملة وبشر الذين ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
كفروا : فعل وفاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
ــــــــــــــ
(1) الأنفال [33] (2) التوبة [40] .
(3) أنظر الجنى الداني ص 521 . (4) البقرة [150] .
أولاً : ( أل ) الاسمية : اسم موصول بمعنى ( الذي ) وتدخل على الصفات المشتقة كاسم الفاعل واسم المفعول ، والصفة المشبهة .
نحو : جاء الضارب ، ورأيت المقتول ، وصافحت الحسن الوجه ، ومنه قوله تعالى ( للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم )(1) ، وقوله تعالى ( الذي جعلناه للناس سواء العاكف فيه والباد )(2) .
فأل في الآيتين السابقتين اسم موصول دخلت على اسمي الفاعل ( قاسية ) و ( عاكف ) والعائد عليها الضمير في ( قلوبهم ) و ( فيه ) .
ومثال دخولها على اسم المفعول قوله تعالى ( وعلى المولود له رزقهن )(3) .
ومثال دخولها على الصفة المشبهة قوله تعالى ( ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون )(4) .
ومنه قول الشاعر :
السامع الذم شريك له والمطعم المأكول كالآكل
وقول عنترة * :
الشاتمي عرضي ولم أشتمهما والناذرين إذا لم ألقهما دمي
ـــــــــــــ
(1) الحج [53] (2) الحج [25] .
(3) البقرة [233] (4) البقرة [362] .
* عنترة : هو عنترة بن شداد وقيل ابن عمرو وشداد جده معاوية بن قراد بن مخذوم بن مالك وينتهي نسبه إلى مضر ، أحد فرسان العرب المشهورين وأجوادهم المعروفين وأحد الأغربة الجاهليين ( وأغربة ) العرب سودانهم ، صاحب المعلقة المشهورة ، كان والده أحد سادات عبس وأمه حبشية سوداء ، فلفظه والده ، وبعد أن أبلى في الحرب أعطاه نسبه وأعاده إلى اشتهر بحب ابنة عمه ، وتوفي سنة 22 قبل الهجرة .
أل
وقول الفرزدق :
من القوم الرسول الله منهم لهم دانت رقاب بني معد
فأل في كلمة ( السامع ، والمطعم ، والمأكول ، والآكل ، والشاتمي ، والناذرين ) اسم موصول وكذلك في كلمة ( الرسول ) وتقدير الكلام : الذين رسول الله منهم ، فحذف الاسم اكتفاء بالألف واللام (1) .
وقد تدخل ( أل ) الموصولة على الأفعال المضارعة ، وذلك قليل ، وقد اعتبرها بعض النحويين زائدة ، ومنه قول الفرزدق :
ما أنت بالحكم الترضى حكومته ولا الأصيل ولا ذي الرأي والجدل
والشاهد في البيت قوله ( الترضى ) ، حيث دخلت ( أل ) الموصولة على الفعل المضارع ولم يسمع بهذا إلا في الشعر .
ثانياً : ( أل ) الحرفية : وهي ( أل ) التعريف وليس لها إعراب ، وتنقسم إلى ثلاثة أنواع :
1 ـ أل العهدية : وهي لتعريف المعهود الذهني .
نحو : جاء الضيف ، أي : الضيف المعهود المتوجه ذهننا إليه ، ومنه قوله تعالى ( إذ هما في الغار )(2) .
أو لتعرف المعهود الذكري ، نحو : اشتريت الحديقة ثم بعت الحديقة .
ومنه قوله تعالى ( مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة )(3) .
أو لتعريف المعهود الحضوري .
ــــــــــــــ
(1) أنظر الجنى الداني ص 201 .
(2) التوبة [40] .
(3) النور [35] .
أل
نحو : جاءني هذا الرجل .
ومنه قوله تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم )(1) .
2 ـ أل الجنسية : وهي الدالة على استغراق الجنس حقيقة .
نحو قوله تعالى ( إن الإنسان لفي خسر )(2) .
أو الدالة على استغراق الجنس مجازاً ، وهي ترد لشمول الجنس زيادة مجازاً ، وهي ترد لشمول خصائص الجنس على سبيل المبالغة ، نحو : أنت الرجل علماً ، أي : الكامل في هذه الصفة .
ومنه قوله تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح )(3) ، أي : كل من توفرت فيه صفات الفساد وتوفرت فيه صفات الإصلاح .
3 ـ أل التي لبيان الحقيقة : وهي التي تبين حقيقة واقعة معينة .
نحو : أحب الأمانة وأكره الخيانة .
ومنه قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي )(4) .
فالمقصود حقيقة هو الماء .
ثالثاً أل ) الزائدة : وهي أل الداخلة على الاسم المعرفة أو النكرة فلا تغير من تعريفه أو تنكيره . مثال دخولها على المعرفة : إن المأمون بن الرشيد أحد خلفاء بني العباس . فالمأمون والرشيد والعباس معارف قبل دخول ( أل ) عليها وهي بالتالي لم تفدها تعريفاً جديداً . ومثال دخولها على النكرة : أدخلوا الطلاب الأول فالأول . فكلمة أول نكرة لأنها حال ، وعندما أدخلنا ( أل ) عليها لم تخرجها من دائرة التنكير .
ـــــــــــــ
(1) المائدة [3] (2) العصر [2] (3) البقرة [220] (4) الأنبياء [30] .
أل
وتنقسم ( أل ) الزائدة إلى نوعين :
1 ـ أل الزائدة اللازمة التي اقترنت بالاسم منذ عرف عند العرب ولم تفارقه وهذه الأسماء معرفة في أصلها كأسماء الأعلام ومنها :
السموأل بن عدياء * ، واللات ، والعزى ** ، وبعض الظروف مثل : الآن ، وبعض الأسماء الموصولة كالتي والذي .
ـــــــــــــــ
* السموأل بن عدياء : هو السموأل بن العريض بن عدياء الأزدي ، شاعر جاهلي حكيم من شعراء اليهود القاطنين في خيبر ، وقدمه ابن سلام على جميع شعراء اليهود ، اشتهر بالوفاء ، فقد استودعه أمرؤ القيس دروعاً وطلبها منه الحارث الغساني فأبى أن يعطيها له ورهن ابناً له مقابلها .
** اللات والعزى : صنمان في الجاهلية هدمها الله بالإسلام ، وكانت العزى تقلد بالقلائد وقال فيها كعب بن مالك :
ونردي اللات والعزى ووداً ونسلبها القلائد والشنوفا
وقال ابن العباس : كان اللات رجلاً يلت السويق للحجاج ، واللات تأنيث الله ، كانت صخرة مربعة بالطائف وكانت قريش كلها تعظمها ، وقد ذكرها الله في القرآن الكريم فقال تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ) 19 النجم ، ولم تزل كذلك حتى أسلمت ثقيف فبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم المغيرة بن شعبة فهدمها وأحرقها بالنار ، والعزى تأنيث الأعز ، والأعز بمعنى العزيز وهي أعظم الأصنام عند قريش وكانت بوادي نخلة الشامية قال ابن الحبيب أنها شجرة كانت بنخلة عندها وثن تعبده غطفان ، وورد ذكرها في القرآن الكريم في قوله تعالى ( أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ) 19 النجم .
أل
2 ـ أل الزائدة العارضة : وهي التي توجد في الاسم حيناً ولم توجد فيه حيناً آخر وهذا النوع مما يضطر إليه الشعراء عند الضرورة ، ومنه قول الشاعر :
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلاً ولقد نهيتك عن بنات الأوبر
فأدخل الشاعر ( أل ) على كلمة أوبر اضطراراً لأن العرب عندما تستعملها تذكرها بدون ( أل ) ، لأنها من أعلام الجنس فتقول : بنات أوبر . كما يضطرون لإدخال ( أل ) على التمييز وهو في الأصل مجرد منها .
بل لا تدخل عليه البتة ، ومنه قول راشد اليشكري * :
رأيتك لما أن عرفت وجوهنا صددت وطبت النفس يا قيس من عمرو
فأدخل الشاعر ( أل ) على كلمة نفس وهي تمييز وذلك اضطراراً .
نماذج من الإعراب
قال الشاعر :
السامع الذم شريك له والمطعم المأكول كالآكل
السامع : أل اسم موصول مبني على السكون بمعنى الذي ولا يظهر عليها الإعراب لأنها مع الصفة بعدها بمنزلة الشيء الواحد فكأنهما المركب المزجي يظهر إعرابه على الجزء الأخير منه (1) .
ــــــــــــ
(1) أنظر النحو الوافي للعباس حسن ج 1 ص 321 .
* راشد بن شهاب اليشكري : هو راشد بن شهاب بن عبده بن عصم بن ربيعة بن عامر اليشكري ، ينتهي نسبه إلى ربيعة بن نزار ، شاعر جاهلي مدحه نصر بن عاصم بن الحليف اليشكري بأبيات منها ( ومن الذي فك العناة فعاله ) .
أل
السامع : مبتدأ مرفوع بالضمة .
الذم : مفعول به لاسم الفاعل منصوب بالفتحة .
شريك : خبر مرفوع بالضمة ، وجملة ( سامع الذم شريك له ) لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
له : جار ومجرور متعلقان بشريك .
والمطعم : الواو حرف عطف ، المطعم معطوف على السامع .
المأكول : مفعول به لاسم الفاعل .
كالآكل : الكاف حرف تشبيه وجر مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الآكل : اسم مجرور وشبه الجملة متعلق بمحذوف خبر للمبتدأ مطعم ، والجملة من مطعم ... إلخ لا محل لها من الإعراب صلة ( أل ) .
قال تعالى ( اليوم أكملت لكم دينكم ) .
اليوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بأكملت .
أكملت : فعل وفاعل .
لكم : جار ومجرور وشبه الجملة متعلق بأكملت أيضاً .
دينكم : دين مفعول به لأكملت ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
والجملة لا محل لها من الإعراب استئنافية .
قال تعالى ( والله يعلم المفسد من المصلح ) .
والله : الواو واو الحال حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الله : لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .
المفسد : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة الفعلية في محل رفع مبتدأ .
أل ألا
من المصلح : جار ومجرور متعلقان بيعلم لتضمنه معنى يميز ، ويجوز تعلقهما بمحذوف حال من المفسد ، وذلك على اعتبار ( أل ) للتعريف .
والجملة الاسمية ( والله يعلم ) في محل نصب حال من إخوانكم قبلها والرابط الواو ، والضمير مقدر ، إذ التقدير : المفسد لأموالهم والمصلح لأموالهم . ويجوز أن تكون الجملة لا محل لها من الإعراب مستأنفة إذا اعتبرنا الواو للاستئناف .
ألا
ترد في أربعة استعمالات .
أولاً : تأتي حرف استفتاح للتنبيه ، والدلالة على تحقيق ما بعدها ، وتدخل على الجمل الفعلية والاسمية على حد سواء ، وعلامتها صحة الكلام بدونها .
كقوله تعالى ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم )(1) .
ومثال دخولها على الأسماء قوله تعالى ( ألا إن أولياء الله لا خوف
عليهم )(2) ، وقوله تعالى ( ألا لعنة الله على الظالمين )(3) .
ومنه قول لبيد * :
ألا كل شيء ما خلا الله باطل وكل نعيم لا محالة زائل
ويكثر مجيء النداء بعدها كقول امرئ القيس :
ـــــــــــــ
(1) هود [8] (2) يونس [62] (3) هود [18] .
* لبيد : هو لبيد بن ربيعة بن مالك بن كلاب العامري ، أحد الشعراء المجيدين ، والفرسان المشهورين ، عمر طويلاً ، ووفد على الرسول صلى الله عليه وسلم مع بني عامر ، وأسلم وحسن إسلامه ، مات عن عمر يناهز المائة والأربعين في خلافة معاوية سنة 40 هـ ، وهو أحد أصحاب المعلقات ، جعله ابن سلام في الطبقة الثانية الجاهلية .
ألا
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي بصبح وما الإصباح منك بأمثل
ثانياً : تأتي حرفاً للعرض : وهو الطلب مع اللين ، وتدخل على الأفعال .
نحو قوله تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم )(1) .
ثالثاً : تأتي حرفاً للتحضيض : وهو الطلب بإلحاح وتدخل على الأفعال أيضاً .
نحو : ألا أحسنت إلى الفقراء .
ومنه قوله تعالى ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم )(2) .
رابعاً : وتأتي مركبة من همزة الاستفهام ، ولا النافية للجنس ، وعندئذ تكون كالآتي :
أ ـ حرفاً للتمني ، كقول الشاعر :
ألا عُمْرَ وليّ مستطاع رجوعه فيرأب ما أَتْأَتْ يد الغفلات
ب ـ حرفاً للتوبيخ ، نحو قوله تعالى ( أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون )(3) .
وقوله تعالى ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم )(4) .
ومنه قول حسان * :
ألا طعان ألا فرسان عادية ألا تجشؤكم عند التنانير
ـــــــــــــ
(1) النور [5] (2) التوبة [13] .
(3) البقرة [44] (4) المائدة [74] .
* حسان : هو حسان بن ثابت بن حرام الخزرجي رضي الله عنه , يكنى أبا الوليد ، أحد فحول الشعراء ، وقيل إنه أشعر أهل المدن ، وهو أحد المعمرين المخضرمين عاش مائة وعشرين سنة منها ستون في الجاهلية ، ومثلها في الإسلام ، وقد فضل حسان الشعراء بثلاث خصال : كان شاعر الأنصار في الجاهلية ، وشاعر النبي صلى الله عليه وسلم في عهد النبوة ، وشاعر اليمنيين في الإسلام ، وقد دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله : " اللهم أيده بروح القدس " توفي بالمدينة سنة 54 هـ .
ألا
ج ـ وتأتي حرفاً للاستفهام ، نحو قوله تعالى ( وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون ) (1) . فقد ذكر أبو حيان في البحر المحيط أن الهمزة في ( أفلا ) للاستفهام الإنكاري وفيه معنى التعجب من ضعف عقولهم (2) ، والمعنى : أفلا يتدبرون هذه الأدلة ويعملوا بمقتضاها ويتركوا طريقة الشرك .
ومنه قوله تعالى ( ولهم فيها منافع ومشارب أفلا يشكرون ) (3) .
ومنه قول ابن الملوح * :
ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( ألا يوم يأتيهم ليس مصروفاً عنهم ) .
ألا : حرف استفهام لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
يوم : ظرف زمان منصوب بالفتحة متعلق بمصروف الآتي ، والتقدير لا يصرف عنهم يوم يأتيهم ، وقيل العامل فيه محذوف دل عليه الكلام .
يأتيهم : يأتي فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو ، والضمير المتصل في محل
ـــــــــــــــ
(1) الأنبياء [30] .
(2) أنظر البحر المحيط ج 6 ص 307 . (3) يس [73] .
* ابن الملوح : هو قيس بن الملوح بن مزاحم بن قس العامري ، شاعر عاشق عاش في العصر الأموي ، وأحب ليلى بنت مهدي بن ربيعة ، فأبى والدها أن يزوجها له ، فجن وهام على وجهه يتغزل بها حتى مات سنة 70 هـ وقصتها مشهورة ، وقد عرف بمجنون ليلى .
ألا
نصب مفعول به .
ليس : فعل ماض ناقص مبني على الفتح ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على العذاب .
مصروفاً : خبر ليس منصوب بالفتحة الظاهرة .
عنهم : جار ومجرور متعلقان بمصروف .
قال تعالى ( ألا تحبون أن يغفر الله لكم ) .
ألا : حرف عرض مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تحبون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون لأنه من الأفعال الخمسة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
أن يغفر : أن حرف مصدري ونصب مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
يغفر : فعل مضارع منصوب بأن وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، والمصدر المؤول من أن والفعل يغفر في محل نصب مفعول به لتحبون .
لكم : جار ومجرور متعلقان بيغفر .
قال تعالى ( ألا تقاتلون قوماً نكثوا أيمانهم ) .
ألا : حرف تحضيض مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
تقاتلون : فعل مضارع مرفوع بثبوت النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعله .
قوماً : مفعول به منصوب بالفتحة .
نكثوا : نكث فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
أيمانهم : أيمان مفعول به منصوب بالفتحة وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه ، وجملة نكثوا ... إلخ في محل نصب صفة لقوم .
ألا
قال الشاعر :
ألا اصطبار لسلمى أم لها جلد إذا ألاقي الذي لاقاه أمثالي
ألا : الهمزة للاستفهام حرف مبني على الفتح لا محل ل من الإعراب ، لا نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
اصطبار : اسم لا مبني على الفتح في مل نصب .
لسلمى : جار ومجرور وعلامة جره الفتحة المقدرة على الألف نيابة عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف علم ينتهي بألف تأنيث مقصورة ، والجار والمجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .
أم : حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
بها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .
جلد : مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة .
والجملة الاسمية معطوفة على ما قبلها .
إذا : ظرف للزمان المستقبل مبني على السكون في محل نصب متعلق بألاقي .
ألاقي : فعل مضارع مرفوع بضمة مقدرة على الياء منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
والجملة في محل جر مضاف إليه لإذا .
الذي : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به لألاقي .
لاقاه : لاقى فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر ، والهاء ضمير متصل في محل نصب مفعول به .
أمثالي : أمثال فاعل مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وهو مضاف ، والياء ضمير المتكلم في محل جر مضاف إليه .
والجملة من الفعل والفاعل والمفعول به لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
ألاّ إلاّ
ألاّ
ألاّ
تأتي ألاّ المفتوحة الهمزة والتشديد للام لاستعمالات ثلاثة :
1 ـ حرف تحضيض لا عمل له ، وتختص بالدخول على الجمل الفعلية
والخبرية ، نحو : ألاّ تساعد الضعيف ، والفعل بعدها مرفوع .
2 ـ حرفاً مركباً من ( أن ) المصدرية الناصبة ، و ( لا ) النافية لا عمل لها .
نحو : أود ألاّ تقصر في واجبك .
والفعل بعدها منصوب بأن المصدرية .
ومنه قوله تعالى ( ألاّ تعلوا عليّ وأتوني مسلمين )(1) .
3 ـ حرفاً مركباً من ( أن ) التفسيرية ، أو المخففة من الثقيلة ، و ( لا ) الناهية الجازمة للفعل المضارع .
نحو : أخبرتك ألا تقصرْ في حق والديك .
والفعل بعدها مجزوم بلا الناهية .
إلاّ
تأتي ( إلاّ ) المكسورة الهمزة ، المشددة اللام لعدد من الاستعمالات :
أولاً : أن تكون حرف استثناء ، وما بعدها مستثنى واجب النصب ، إذا كان الكلام قبلها تاماً مثبتاً ، نحو : جاء اللاعبون إلاّ لاعباً .
ومنه قوله تعالى ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين )(2) .
ــــــــــــــــ
(1) النمل [31] (2) التوبة [3-4] .
ألا
ومنه قوله تعالى ( فأنجيناه وأهله إلا امرأته قدرناها من الغابرين )(1) .
وهذا النوع من المستثنى يعرف بالمتصل لأنه جزء من الاستثناء ، وقد لا يأتي المستثنى جزء من المستثنى منه ، فيسمى بالمستثنى المنقطع .
نحو : وصل المسافرون إلا حقائبهم .
ويكون منصوباً ولا فرق بينه وبين المتصل من حيث الإعراب .
ومنه قوله تعالى ( ما لهم به من علم إلا اتباع الظن )(2) .
ومنه قول الشاعر :
وقفت فيها أصيلاً كي أسائلها عيت جواباً وما بالربع من أحد
إلا الأواري لأيا ما أبينها والنوى كالحوض بالمظلومة الجلد
2 ـ أن يكون حرف استثناء ، يجوز نصب ما بعده به ، أو إهماله وإتباع ما بعده لما قبله ، وذلك إذا كان الكلام قبله منفياً تاماً .
نحو : ما تأخر من الطلاب إلا طالباً ، أو طالب .
ينصب طالب على الاستثناء ، أو بجره على الإتباع ، فيكون بدلاً من الاسم المجرور ، ومنه قوله تعالى ( ولا يلتفت منكم أحد إلا امرأتك )(3) .
بالنصب والرفع في القراءتين .
بالنصب على أنه مستثنى منصوب بإلا ، وبالرفع على أنه بدل من أحد .
ومنه قوله تعالى ( ما فعلوه إلا قليل منهم )(4) .
3 ـ أن تكون حرف استثناء ، وتعرف بأداة الحصر ، إذا كان الكلام قبلها منفياً ناقصاً ، ويعرب المستثنى بحسب موقعه من الكلام .
ـــــــــــــ
(1) النمل [57] (2) النساء [157] .
(3) هود [81] (4) النساء [66] .
إلا
ويعرف بالاستثناء المفرغ ، لأن ما قبل حرف الاستثناء تفرغ للعمل فيما بعده .
مثال الرفع : ما تغيب إلا طالب .
ومنه قوله تعالى ( قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله )(1) .
ومثال النصب : ما رأيت إلا طالباً .
ومنه قوله تعالى ( وقال الظالمون إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً )(2) .
ومثال الجر : ما مررت إلا بأحمد .
ثانياً : أن تكون ( إلا ) بمعنى ( غير ) فتكون هي والاسم الذي يليها بمثابة كلمة واحدة يوصف بها موصوفاً يغلب عليه الجمع والتنكير .
كقوله تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا )(3) .
ثالثاً : تأتي ( إلا ) حرف عطف بمعنى ( الواو ) وهذا مختلف فيه ، وجعلوا منه قوله تعالى ( لئلاً يكون للناس عليكم حجة إلا الذين ظلموا منهم )(4) .
والتقدير : ولا الذين ظلموا منهم ، وأولها جمهور النحاة على الاستثناء
المنقطع (5) ، ومنه قول الفرزدق :
ما بالمدينة دار غير واحدة دار الخليفة إلا دار مروانا
والتقدير : ودار مروانا .
وأقول : لا يخفى عليك أخي الدارس ما في ذلك من تكلف والأصح أن ( إلا ) في البيت السابق يجوز في الاسم بعدها النصب أو الإتباع .
فجاءت كلمة ( دار ) مرفوعة على الإتباع بدلاً من ( دار ) الأولى (6) .
ــــــــــــــ
(1) النمل [65] (2) الفرقان [8] .
(3) الأنبياء [22] (4) البقرة [150] .
(5) أنظر مغني اللبيب ج1 ص73 . (6) أنظر في ذلك الكتاب لسيبويه ج2 ص240 .
إلا
رابعاً : أن تكون ( إلا ) زائدة .
ومنه قول الشاعر :
حراجيج ما تنفك إلا مُناخة على الخسف أو نرمي بها بلداً قفزا
خامساً : تأتي مركبة من ( إن ) الشرطية و ( لا ) النافية .
كقوله تعالى ( إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير )(1) .
وقوله تعالى ( إلا تنصروه فقد نصره الله )(2) .
سادساً : وقال صاحب الجنى الداني نقلاً عن غيره " ومن أغرب ما قيل في ( إلا ) إنها قد تكون بمعنى ( بعد )(3) " ، وجعل القائل من ذلك قوله تعالى ( إلا الذين ظلموا منهم )(4) ، وقوله تعالى ( إلا الموتة الأولى )(5) .
ولا يخفى على الدارس ما في ذلك من تكلف وإنما ذكرناه لزيادة المعرفة .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( وبشر الذين كفروا بعذاب أليم إلا الذين عاهدتم من المشركين ) .
الواو : بحسب ما قبلها .
بشر : فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، وجملة وبشر الذين ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
كفروا : فعل وفاعل ، والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
ــــــــــــــ
(1) الأنفال [33] (2) التوبة [40] .
(3) أنظر الجنى الداني ص 521 . (4) البقرة [150] .