من
3 – المفعول به : كقوله تعالى ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه )(1) .
4 – الحال : كما في قراءة بعضهم لقوله تعالى ( ما كان لنا أن نتخذ من دونك أولياء )(2) .
وهذا مختلف فيه ، أي في زيادتها قبل الحال فتدبر ذلك (3) .
وتزاد في التمييز بغير شرط ، نحو : لله درك من فارس (4) .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى ) .
من المسجد : من حرف جر مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وحرك بالفتح لالتقاء الساكنين ، المسجد اسم مجرور ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل أسرى . الحرام : صفة مجرورة للمسجد .
إلى المسجد : جار ومجرور متعلقان بأسرى أيضاً .
الأقصى : صفة للمسجد الثانية مجرور بالكسرة المقدرة على الألف منع من ظهورها التعذر .
قال تعالى ( ما لكم من إله غيره ) .
ما : نافية لا عمل لها .
لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم في محل رفع .
من إله : من حرف جر زائد صلة ، إله مبتدأ مؤخر مجرور لفظاً مرفوع محلاً .
غيره : صفة مرفوعة لإله على المحل ، أو بدل ، أو مجرورة على اللفظ ، وإذا قرأ بالنصب فهو مستثنى ، وغير مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
ـــــــــــــــ
(1) إبراهيم [4] (2) الفرقان [18] .
(3) راجع الجنى الداني ص219 ، وابن يعيش ج8 ص12-13 .
(4) الكتاب لسيبويه ج2 ص307 طبعة بولاق .
من
تأتي لعدد من الوجوه :
أولاً : اسم استفهام للعاقل ، نحو : من كسر الزجاج ؟
ومنه قوله تعالى ( ومن أظلم ممن منع مساجد الله )(1) .
ومنه قوله تعالى ( من بعثنا من مرقدنا )(2) .
ومنه قول أبي فراس :
بمن يتق الإنسان فيما ينوبه ومن أين للحر الكريم صحاب
ثانياً : اسم موصول بمعنى الذي يدل على العاقل .
كقوله تعالى ( والله يؤتي ملكه من يشاء )(3) .
ومنه قوله تعالى ( وأما من آمن وعمل صالحاً )(4) .
ومنه قول حسان بن ثابت :
فكفى بنا فضلاً على من غيرنا حسب النبي محمد إيانا
ثالثاً : اسم شرط جازم لفعلين ورابط بين الفعل وجوابه بذات واحدة عاقلة .
كقوله تعالى ( من يشفع شفاعة حسنة يكن له نصيب منها )(5) .
ومنه قوله تعالى ( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره )(6) .
ومنه قول زهير :
ومن يغترب يحسب عدواً صديقه ومن لا يكرم نفسه لا يكرم
رابعاً : وتأتي ( من ) نكرة موصوفة كما هو الحال في ( ما ) ، والدليل على ذلك دخول رب عليها .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [114] (2) يس [52] .
(3) البقرة [247] (4) الكهف [88] .
(5) النساء [85] (6) الزلزلة [7] .
من
كقول الشاعر * :
رب من انضحت غيظاً قلبه قد تمنى لي موتاً لم يطع
ومنه قولهم : مررت بمن معجب لك .
نماذج من الإعراب
أولاً : المواقع الإعرابية لمن الاستفهامية :
تعرب من الاستفهامية بحسب موقعها من الجملة ، فتأتي في مواضع إعرابية مختلفة :
1 – تأتي في محل رفع مبتدأ .
كقوله تعالى ( من يحيي العظام وهي رميم )(1) .
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يحيي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
العظام : مفعول به منصوب بالفتحة ، والجملة الفعلية في محل رفع خبر من .
وجملة من يحيي العظام لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
وهي : الواو للحال ، هي ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
رميم : خبر مرفوع ، والجملة الاسمية في محل نصب حال .
ـــــــــــــــ
(1) يس [78] .
* سويد بن أبي كاهلة : هو سويد بن أبي كاهلة بن الحارثة بن حسن بن مالك بن كنانة الشيكري ، شاعر مقدم مخضرم عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام وعمر طويلاً ويكنى أبا سعد ، وجعله ابن سلام في الطبقة السادسة مع عنترة وعمرو بن كلثوم والحارث بن حلزة ، وكان أبوه شاعراً ، ومات سنة 60 هـ .
من
تنبيه :
لقد جاءت من مبتدأ لأن الفعل بعدها متعد استوفى مفعوله ، وكذلك إذا جاء الفعل بعدها لازماً ، نحو : من حضر الليلة ، أو تلاها شبه جملة ، نحو : من في الدار ؟ ومن عندك ؟
2 – تأتي في محل نصب مفعول به ، إذا جاء بعدها فعل متعد لم يستوف مفعوله .
نحو : من رأيت في المدرسة ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب مفعول به مقدم على فعله .
رأيت : فعل وفاعل .
في المدرسة : جار ومجرور متعلقان بالفعل .
3 – تأتي خبراً إذا تلاها اسماً معرفة ، نحو : من هذا ؟
أو فعلاً ناقصاً ، نحو : من كان القادم ؟
من : اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب خبر كان مقدم .
كان : فعل ماض ناقص .
القادم : اسم كان مؤخر مرفوع .
ثانياً : المواقع الإعرابية لمن الموصولة :
من الموصولة اسم مبني دائماً على السكون ويعرب بحسب موقعه من الجملة ونكتفي بإعراب حالة واحدة .
قال تعالى ( والله يؤتي ملكه من يشاء ) .
والله : الواو للاستئناف ، الله لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع بالضمة .
يؤتي : فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة على آخره ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .
ملكه : مفعول به أول ، والهاء في محل جر بالإضافة .
من
من : اسم موصول مبني على السكون في محل نصب مفعول به ثان .
يشاء : فعل مضارع مرفوع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على لفظ الجلالة .
وجملة يشاء لا محل لها من الإعراب صلة الموصول والعائد محذوف .
وجملة يؤتي ملكه في محل رفع خبر المبتدأ .
ثالثاً : المواقع الإعرابية لمن الشرطية :
تعرب من الشرطية اسماً مبنياً على السكون في محل رفع .
1 – مبتدأ : إذا كان فعل الشرط متعدياً واستوفى مفعوله .
كقوله تعالى ( من يعمل سوءاً يجز به )(1) .
أو كان الفعل لازماً ، نحو : من يجتهد ينجح .
من : اسم جازم لفعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
يعمل : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
سوءاً : مفعول به .
يجز : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
به : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبله .
وجملة الشرط من الفعل والجواب في محل رفع خبر المبتدأ من .
وهذا هو الرأي الأرجح ، وقد يكون الخبر جملة فعل الشرط ، وقد يكون جملة جواب الشرط ، وهذا فيه قول .
وجملة من يعمل ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
ـــــــــــــــ
(1) النساء [133] .
من
2 – مفعول به : إذا كان الفعل متعدياً ولم يستوف مفعوله .
نحو : من تصافح أصافح .
من : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به تقدم على فاعله .
تصافح : فعل الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
أصافح : جواب الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنا .
3 – تأتي اسماً لكان الناقصة إذا استوفت خبرها ولم تستوف اسمها .
نحو : من يكن جواداً يحمده الناس .
من : اسم شرط مبني على السكون في محل رفع اسم كان مقدم عليها .
يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط .
جواداً : خبرها منصوب بالفتحة الظاهرة .
يحمده : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، والهاء في محل نصب مفعول به .
الناس : فاعل مرفوع .
4 – تأتي خبراً لكان إذا لم تستوف خبرها .
نحو : من يكن عمله لله يجز به .
من : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم .
يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم فعل الشرط .
عمله : اسم يكن مرفوع ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
لله : جار ومجرور متعلقان بعمله .
يجز : فعل مضارع مجزوم جواب الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
به : جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلها .
منذ مه مهما
منذ
منذ
حرف جر لابتداء الغاية الزمانية .
نحو : ما رأيتك منذ يوم الجمعة . راجع مذ ص 520 .
مه
اسم فعل أمر مبني على السكون بمعنى ( اكفف ) ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
مهما
اسم شرط جازم لفعلين رابط لفعل الشرط وجوابه بذات واحدة مبهمة غير عاقلة ، كقوله تعالى ( مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين )(1) .
ومنه قول زهير :
ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خالها تخفي على الناس تعلم
ومنه قول ساعدة بن جؤية :
قد أوبت كل ماء فهي خاوية مهما تصب أفقاً من بارق تشم
مواقع مهما الإعرابية :
تعرب مهما وما الشرطيتين اسمين مبنيين على السكون في محل المواضع الإعرابية الآتية :
1 – في محل رفع مبتدأ إذا كان فعل الشرط متعدياً واستوفى مفعوله .
نحو : مهما تخفه في نفسك يعلمه الله .
أو كان فعل الشرط لازماً لا يحتاج إلى مفعول به ، نحو : مهما تعمر فلا بد من الموت ، ومنه بيت ساعدة بن جؤية السابق :
قد أوبت كل ماء فهي خاوية مهما تصب أفقاً من بارق تشم
ـــــــــــــــ
(1) الأعراف [132] .
مهما
قد : حرف تحقيق مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أوبت : فعل ماض مبني على الفتح ، والتاء للتأنيث الساكنة ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي .
كل : مفعول به ، وهو مضاف .
ماء : مضاف إليه ، والجملة ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
فهي : الفاء للسببية ، هي ضمير منفصل مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ .
خاوية : خبر مرفوع ، والجملة الاسمية في محل نصب على الحال من الفاعل المحذوف والرابط الضمير .
مهما : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل رفع مبتدأ .
تصب : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على السحابة .
أفقاً : مفعول به .
من بارق : جار ومجرور متعلقان بالفعل تصب .
تشم : فعل مضارع مجزوم بالسكون جواب الشرط ، وحرك بالكسرة لموافقة الروي ، فاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هي يعود على السحابة أيضاً .
والجملة من فعل الشرط وجوابه في محل رفع خبر المبتدأ مهما .
2 – تأتي اسماً مبنياً في محل نصب مفعول به إذا كان فعل الشرط متعدياً ولم يستوف مفعوله ، نحو : مهما تخف من أمر يعلمه الله .
مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول به تقدم على فعله .
تخف : فعل مضارع مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف العلة , وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
من أمر : جار ومجرور متعلقان بفعل الشرط .
مهما
يعلمه : جواب الشرط مجزوم ، والضمير في محل نصب مفعول به .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع ، وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب .
3 – تأتي اسماً مبنياً في محل نصب خبر كان الناقصة إذا جاءت فعلاً للشرط ولم تستوف خبرها ، نحو : مهما يكن عملك فأنت ملوم .
مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب خبر يكن مقدم عليها .
يكن : فعل مضارع ناقص مجزوم لأنه فعل الشرط ، وعلامة جزمه السكون .
عملك : اسم يكن مرفوع ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
فأنت : الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أنت ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ .
ملوم : خبر مرفوع ، وجملة الاسمية في محل جزم جواب الشرط .
4 – تأتي في محل نصب مفعول مطلق إذا دلت على حدث .
نحو : مهما تسر فلن تبلغ المكان بسهولة .
مهما : اسم شرط مبني على السكون في محل نصب مفعول مطلق .
تسر : فعل الشرط مجزوم ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
فلن : الفاء واقعة في جواب الشرط ، لن حرف نصب .
تبلغ : فعل مضارع منصوب ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
المكان : مفعول به .
بسهولة : جار ومجرور متعلقان بتبلغ .
وجملة فلن تبلغ في محل جزم جواب الشرط .
تنبيه :
ما ينطبق على مهما من الإعراب ينطبق أيضاً على ( ما ) و ( من ) الشرطيتين ، ما عدا الحالة الأخيرة فلا تنطبق على ( من ) .
[/size]
[/size]