إنْ
قال الشاعر :
ورج الفتى للخير ما إن رأيته على السن خيراً لا يزال يزيد
ورج : الواو حسب ما قبلها ، رج : فعل أمر مبني على حذف حرف العلة ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
الفتى : مفعول به .
للخير : جار ومجرور متعلقان برج .
ما : مصدرية ظرفية .
إن : حرف زائد بعد ما الظرفية المصدرية .
رأيته : فعل وفاعل ومفعول به .
على السن : جار ومجرور متعلقان بقوله يزيد الآتي .
خيراً : مفعول به مقدم ليزيد .
لا : حرف نفي لا عمل له .
يزال : فعل ماض ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الفتى .
يزيد : فعل مضارع مرفوع بالضمة ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على اسم لا يزال ، والجملة من الفعل وفاعله في محل نصب خبر يزال .
إنَّ
1 ـ حرف مشبه بالفعل مؤكد للجملة ناصب للاسم ورافع للخبر .
نحو : إنّ العمل مفيد .
ومنه قوله تعالى ( وإن ربك لذو مغفرة للناس )(1) .
وقوله تعالى ( إن الساعة آتية لا ريب فيها )(2) .
ومنه قول الشاعرة الخنساء :
إن الزمان وما يغنى له عجب أبقى لنا ذنباً واستؤصل الرأسُ
وإذا دخلت عليها ( ما ) الزائدة كفتها عن العمل .
كقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )(3) .
ومنه قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إنما الأعمال بالنيات " .
و ( ما ) في هذا الموضع تسمى الكافة والمكفوفة ، وتفيد الحصر .
2 ـ حرف جواب بمعنى ( نعم ) .
كقول الشاعر * :
ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه
أي : نعم .
ـــــــــــــــ
(1) الرعد [6] (2) الحج [7] (3) الحجرات [10] .
* ابن قيس الرقيان : هو عبد الله بن قيس بن شريح بن مالك من بني عامر بن لؤي شاعر قريش في العصر الأموي ، كان مقيماً في المدينة ، وخرج مع مصعب بن الزبير على عبد الملك بن مروان ، ثم انصرف إلى الكوفة بعد مقتل الزبيريين أقام فيها قليلاً ثم قصد الشام فلجأ إلى عبد الله بن جعفر بن أبي طالب ، فأمنه عند عبد الملك ، فأقام إلى أن توفي سنة 85 هـ ، أكثر شعره الغزل والنسيب ، وسمي بابن قيس الرقيات لأنه كان يتغزل بثلاث نسوة كل واحدة منهن تدعى رقية .
إنّ
وفي ذلك خلاف بين النحويين ، على اعتبار أن الضمير في ( إن ) هو اسمها وخبرها محذوف . أما الفريق القائل بأنها بمعنى نعم فقد استدل بقول عبد الله بن الزبير مجيباً لمن قال : لعن الله ناقة حملتني إليك : " إنّ وراكبها " .
أي : نعم ولعن راكبها .
3 ـ تأتي ( إنّ ) فعل أمر متصل بنون التوكيد الثقيلة (1) .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( إنّ الساعة آتية لا ريب فيها ) .
إنّ : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل لا محل له من الإعراب .
الساعة : اسم إن منصوب بالفتحة .
آتية : خبر إن مرفوع بالضمة .
والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
لا : نافية للجنس حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
ريب : اسم لا مبني على الفتح في محل نصب .
فيها : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر لا في محل رفع .
قال تعالى ( إنما المؤمنون إخوة ) .
إنما : كافة ومكفوفة " أدلة حصر " لا عمل لها .
المؤمنون : مبتدأ مرفوع بالواو .
إخوة : خبر مرفوع بالضمة .
ــــــــــــــ
(1) راجع ص14 .
إنّ أنَّ
قال الشاعر :
ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه
ويقلن : الواو حسب ما قبلها ، يقلن : فعل مضارع مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة ، والنون ضمير مبني على الفتح في محل رفع فاعل .
شيب : مبتدأ مرفوع بالضمة .
قد علاك : قد حرف تحقيق ، علا : فعل ماض وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على الشيب ، والكاف في محل نصب مفعول به .
وجملة قد علاك في محل رفع خبر .
وجملة شيب قد علاك في محل نصب مقول القول .
وقد كبرت : الواو للحال ، قد حرف تحقيق , كبرت فعل وفاعل ، والجملة في محل نصب حال .
فقلت : الفاء للسببية حرف مبني لا محل له من الإعراب ، قلت : فعل وفاعل .
إنه : إن حرف مبني على الفتح بمعنى ( نعم ) ، والهاء للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
أنّ
حرف مشبه بالفعل مؤكد للجملة ناصب للاسم ورافع للخبر .
كقوله تعالى ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنّ لهم جنات )(1) .
ـــــــــــــــ
(1) البقرة [25] .
أنّ
وقوله تعالى ( ليعلمون أنه الحق من ربهم )(1) .
ومنه قول الشاعر :
على أنني راض بأن أحمل الهوى وأخرج منه لا عليّ ولا ليا
وأن واسمها وخبرها تكون بتأويل مصدر يعرب بحسب موقعه من الكلام ففي البيت السابق في محل جر .
وإذا دخلت ( ما ) الزائدة على ( أن ) كفتها عن العمل .
ومنه هذه الآية التي اجتمع فيها ( إنما ) و ( أنما ) ، قال تعالى ( قل إنما يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد )(2) .
2 ـ تأتي ( أن ) فعلاً ماضياً من الأنين (3) ، ومضارعه يئن ، وأمره إن .
نحو : أن الطفل كريم ، وأن المريض أنيناً .
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( وبشر الذين آمنوا وعملوا الصالحات أنّ لهم جنات ) .
وبشر : الواو حرف عطف ، بشر فعل أمر مبني على السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، يعود على الرسول صلى الله عليه وسلم .
الذين : اسم موصول مبني على الفتح في محل نصب مفعول به .
ـــــــــــــ
(1) البقرة [144] (2) الأنبياء [108] .
(3) أنظر كتاب معاني الحروف للروماني ص 112 .
أنّ
آمنوا : فعل ماض مبني على لاتصاله بواو الجماعة ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل ، والألف للتفريق .
والجملة الفعلية لا محل لها من الإعراب صلة الموصول .
وعملوا : الواو حرف عطف ، عملوا : فعل وفاعل .
الصالحات : مفعول به منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة ، لأنه جمع مؤنث سالم ، والجملة معطوفة على جملة الصلة لا محل لها من الإعراب .
أن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل .
لهم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر أن مقدم .
جنات : اسم أن منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة .
وأن وخبرها واسمها في تأويل مصدر في محل نصب مفعول به لبشر ، والجملة الفعلية وبشر .. الخ معطوفة على جملة اتقوا في الآية السابقة .
" أن الطفل كريم (1) " .
أن : فعل ماض مبني على الفتح لا محل له من الإعراب .
الطفل : فاعل مرفوع بالضمة .
كريم : الكاف حرف تشبيه وجر ، ريم اسم مجرور بالكسرة ، والجار والمجرور متعلقان بالفعل .
ــــــــــــــ
(1) ريم – غزال .
أنا
ضمير رفع منفصل للمتكلم ، ويقع في محل رفع مبتدأ غالباً .
كقوله تعالى ( أنا أكثر منك مالاً )(1) .
وقوله تعالى ( أنا لكم ناصح أمين )(2) .
ومنه قول الشاعر عنترة :
أنا في الحرب العوان غير المجهول المكان
ومنه قول المتنبي :
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم
أو في حل رفع فاعل .
نحو : ما فاز في المسابقة إلا أنا .
أو في محل رفع نائب فاعل .
نحو : لم يستدعى إلا أنا .
أو في محل رفع اسم كان .
نحو : لم يكن في المنزل إلا أنا .
أو معطوف على ما قبله .
نحو : تقدم أخي وأنا .
أو توكيد ، نحو : عاقبته أنا .
أو بدل ، نحو : ما تأخر إلا طالبان أنا ومحمد .
ــــــــــــ
(1) الكهف [34] (2) الأعراف [68] .
أنّى
( 1 ) أ ـ اسم شرط لربط الجواب بمكان واحد ، يجزم فعلين .
نحو : أنى تدع الله تره سميعاً .
ومنه قوله تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم )(1) .
قال أبو حيان في البحر :
لا يجوز أن تكون استفهاماً ، لأنها إذا كانت استفهاماً اكتفت بما بعدها من فعل كقوله تعالى ( أنى يكون لي ولد ) ، أو من اسم كقوله تعالى ( أنى لك هذا ) ، ولا تفتقر إلى غير ذلك . وهنا يظهر افتقارها وتعلقها بما قبلها .. والذي يظهر لي والله أعلم ، أنها تكون شرطاً لافتقارها إلى جملة غير الجملة التي بعداها .. فلا يجوز هاهنا أن تكو استفهاماً ، وإنما لحظ فيها معنى الشرط وارتباط الجملة بالأخرى ، وجواب الجملة محذوف ، ويدل عليه ما قبله ، وتقديره : أنى شئتم فأتوه ... كما حذف جواب الشرط في قولك : اضرب زيداً أنى لقيته . والفعل في الآية : أنى شئتم يحتمل وجهين من الإعراب ، ( فشئتم ) يجوز في الرفع على اعتبار ( أنى ) حالية بمعنى ( كيف ) ، كما يجوز فيها الجزم على اعتبارها ظرفية ، هذا الوجه المرجح وغاية ما في ذلك تشبيه الأحوال بالظروف وبينهما علاقة واضحة ، إذ كل منهما على معنى ( في ) ، بخلاف كيف فإنه لم يستقر فيها الجزم (2) .
ـــــــــــــ
(1) البقرة [223] .
(2) أنظر البحر المحيط لأبي حيان ج2 ص171 .
أنى
ومنه قول لبيد :
فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر
ب ـ اسم شرط لربط الجواب والشرط بزمان واحد جازم لفعلين .
نحو : أنى تعمل تبلغ ما تتمنى .
( 2 ) اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان بمعنى ( من
أين ) كقوله تعالى ( أنى لك هذا )(1) ، ومنه قوله تعالى ( قال رب أنى يكون لي غلام )(2) ، وقوله تعالى ( أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة )(3) .
وتأتي بمعنى ( كيف ) ، كقوله تعالى ( سيقولون لله قل فأنى تسحرون )(4) ، وقوله تعالى ( أنى يحيي هذه الله بعد موتها )(5) .
ولا يخفى علينا أن كثيراً من الآيات السابقة يستوي فيها معنى الكيفية و ( من أين ) وذلك حسب ما يقتضيه معنى الآية ، وما يطمئن له المفسر ويكون قريباً من المنطق والحق ولا يخرج عن نطاق المضمون الصحيح لمعنى الآية .
ـــــــــــــ
(1) آل عمران [37] (2) آل عمران [40] .
(3) الأنعام [101] (4) المؤمنون [89] .
(5) البقرة [259] .
أنى
نماذج من الإعراب
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ) .
نساؤكم : نساء مبتدأ مرفوع بالضمة الظاهرة ، ونساء مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
حرث : خبر مرفوع بالضمة الظاهرة .
لكم : جار ومجرور متعلقان بمحذوف صفة لحرث ، والجملة الاسمية مستأنفة لا محل لها من الإعراب .
فأتوا : الفاء هي الفصيحة ، لأنها أفصحت عن شرط مقدر ، حرف مبني لا محل له ، وقيل استئنافية ، أتوا : فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل .
حرثكم : حرث مفعول به ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
أنى : قيل فيها (1) إنها اسم استفهام مبني على السكون في محل نصب حال بمعنى كيف تقدم على فاعله ، وقيل إنها في محل نصب على الظرفية الزمانية متعلق بالفعل بعده ، وقيل إنها ظرف مكان متعلق بالفعل أتوا أيضاً ، وجملة شئتم في محل جر بالإضافة وقيل إنها اسم شرط حذف جوابه كما ذكر أبو حيان في البحر المحيط وأشرنا إليه سابقاً ، والتقدير : أنى شئتم فأتوه .
شئتم : فعل وفاعل ، وجملة شئتم على الوجه الأول في محل جر بإضافة أنى إليها وفي محل جزم على اعتبار أن ( أنى ) اسم شرط فتدبر ذلك ، والوجه الأول أفضل للابتعاد عن التكلف .
ــــــــــــــ
(1) أنظر العكبري ج 1 ص 94 ، وانظر تفسير القرآن الكريم وإعرابه للشيخ محمد طه الدرة م1 ج 1 ص 350 ، وانظر البحر المحيط لأبي حيان ج 2 ص 171 ، وانظر إعراب القرآن الكريم وبيانه لمحيي الدين الدرويش ج 1 ص 332 ، وانظر إعراب القرآن الكريم للنحاس ج 1 ص 311 .
أنى
قال الشاعر :
فأصبحت أنى تأتها تلتبس بها كلا مركبيها تحت رجليك شاجر
فأصبحت : الفاء للسببية حرف مبني على الفتح لا محل له من الإعراب ، أصبح فعل ماض ناقص والتاء في محل رفع اسمها .
أنى : اسم شرط جازم لفعلين مبني على السكون في محل نصب ظرف مكان متعلق بالجواب ، وهو مضاف .
تأتها : فعل مضارع مجزوم ، وهو فعل الشرط ، وعلامة جزمه حذف حرف
العلة ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت ، والهاء في محل نصب مفعول به ، والجملة في محل جر مضاف إليه .
تلتبس : فعل مضارع مجزوم ، وهو جواب الشرط وجزاؤه ، وعلامة جزمه السكون ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
وجملة جواب الشرط لا محل لها من الإعراب لعدم اقترانها بالفاء .
بها : جار ومجرور متعلقان بتلتبس .
وجملة الشرط في محل نصب خبر أصبح .
كلا : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة على الألف للتعذر ، وهو مضاف .
مركبيها : مركبي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، وهو مضاف ، والهاء في محل جر مضاف إليه .
تحت : ظرف مكان منصوب بالفتحة متعلق بشاجر ، وتحت مضاف .
رجليك : رجلي مضاف إليه مجرور بالياء لأنه مثنى ، ورجلي مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
شاجر : خبر مرفوع بالضمة .
أنى آناً
قال تعالى ( قال رب أنى يكون لي غلام ) .
قال : فعل ماض مبني على الفتح ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو يعود على زكريا .
رب : منادى بحرف نداء محذوف منصوب بالفتحة ، ورب مضاف ، وياء المتكلم المحذوفة في محل جر مضاف إليه .
أنى : اسم استفهام في محل نصب على الظرفية متعلق بمحذوف خبر يكون ، إذا اعتبرنا يكون فعلاً ناقصاً ، أو متعلق بيكون على اعتبار أنه فعل تام ، ويجوز في ( أنى ) أن يكون اسم استفهام بمعنى كيف مبني على السكون في محل نصب حال من غلام والعامل فيه الفعل يكون . وقد بينا احتمالات مجيء ( أنى ) بمعنى ( من أين ) أو ( كيف ) وذلك حسب دلالة المعنى ، فيصح أن نقول : من أين يكون لي غلام ، أو كيف يكون لي غلام ، فلا غضاضة في ذلك .
يكون : فعل مضارع مرفوع بالضمة الظاهرة ، يجوز فيه النقصان والتمام .
لي : جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر يكون الناقصة ، أو بمحذوف حال من غلام .
غلام : إما اسم يكون أو فاعلها ، وفي كلا الحالتين مرفوع بالضمة الظاهرة ، وجملة رب أنى ... الخ في محل نصب مقول القول ، وجملة قال رب ... الخ استئنافية لا محل لها من الإعراب .
آناً
ظرف زمان منصوب بالفتحة ، ولا يضاف لأنه منون .
نحو : أقمت في جدة آناً من الدهر .
آناء آنئذ أنبأ
آناء
آناء
ظرف زمان منصوب بالفتحة ، ويضاف إلى المفرد ( ما ليس بجملة ولا شبه جملة ) ، نحو : سأعودك آناء النهار .
ومنه قوله تعالى ( يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون ) (1) .
ومنه قوله تعالى ( ومن آناء الليل فسبح وأطراف النهار لعلك ترضى ) (2) .
آنئذ
لفظ مركب من ( آن ) و ( إذ ) .
نحو : زرتك وكنت آنئذ في عملك .
وتعرب : آن ظرف زمان منصوب بالفتحة الظاهرة متعلق بالفعل ، وهو مضاف ، و ( إذ ) ظرف زمان مبني على السكون في محل جر مضاف إليه ، والتنوين في ( إذ ) تنوين عوض ناب عن الجملة المحذوفة ، والتقدير : وكنت آن إذ زرتك في عملك .
أنبأ
من الأفعال التي تتعدى لثلاثة مفاعيل ، أصل الأول اسم ظاهر ، أو ضمير ، والثاني والثالث أصلهما المبتدأ والخبر .
نحو : أنبأت محمداً أخاه قادماً .
ـــــــــــــــ
(1) آل عمران [113] (2) طه [130] .
أنبأ انبرى أنت
ومنه قول الأعشى قيس :
وأنبئت قيساً ولم أبله كما زعموا خير أهل اليمن
فأنبئت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل ، وهو المفعول الأول .
قيساً : مفعول به ثان منصوب بالفتحة .
خير : مفعول به ثالث منصوب بالفتحة .
وقد تسد أن واسمها وخبرها مسد المفعولين الثاني والثالث ، نحو : أنبأت والدك أن أخاك قادم .
أنبأت : فعل وفاعل . والدك : مفعول أول ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
أن : حرف توكيد ونصب مشبه بالفعل ، وأخاك : اسمها منصوب بالألف ، لأنه من الأسماء الستة والكاف في محل جر مضاف إليه .
قادم : خبرها مرفوع بالضمة ، والمصدر المؤول من أن ومعمولها سد مسد المفعول به الثاني والثالث .
انبرى
يأتي فعلاً ماضياً ناقصاً من أفعال الشروع بمعنى ( شرع ) يرفع المبتدأ وينصب الخبر ، بشرط أن يكون جملة فعلية مضارعة غير مقترنة ( بأن ) .
نحو : انبرى المهندس يخطط البناء .
وتأتي فعلاً تاماً لازماً بمعنى ( برى ) ، نحو : انبرى القلم .
أو بمعنى ( اعترض ) ، نحو : انبرى العلماء للجهل .
أنت
أنتَ : ضمير رفع منفصل مبني على الفتح يختص بالمخاطب ، ومثناه أنتما ، وجمعه أنتم للمذكر .
أنت أنشأ آنفاً
نحو : أنتَ ومالك لأبيك .
ومنه قوله تعالى ( فاقض ما أنتَ قاض )(1) وقوله تعالى ( وأنتَ حل بهذا
البلد )(2) .
ونحو : أنتما مهذبان ، وقوله تعالى ( وأنتم أذلة فاتقوا الله لعلكم تشكرون )(3).
وأنتِ : ضمير رفع منفصل مبني على الكسر يختص بالمخاطبة ، ومثناه
أنتما ، وجمعه أنتن .
نحو : أنتِ تخلصين في عملك ، أنتما تخلصان في عملكما ، أنتن تخلصن في عملكن .
أنشأ
يأتي فعلاً ماضياً ناقصاً بمعنى ( شرع ) ، نحو : أنشأ العمال يبنون المسجد .
ويأتي فعلاً تاماً بمعنى ( أحدث ) أو ( بنى ) أو ما في معناها .
نحو : أنشأت الحكومة المدارس في أنحاء البلاد .
آنفاً
ظرف زمان منصوب بالفتحة ، نحو : ذكرت آنفاً .
ويأتي اسماً يعرب حسب موقعه من الجملة .
نحو : ونستخلص من الحديث الآنف الذكر كذا وكذا .
ـــــــــــــ
(1) طه [72] (2) البلد [2] .
(3) آل عمران [123] .
انفك انقلب إنما
انفك
انفك
يأتي فعلاً ناقصاً يعمل عمل كان بشرط أن يسبق بنفي أو نهي أو دعاء .
نحو : ما انفك الطالب يذاكر دروسه ، وما انفكت السماء ماطرة .
وهو من الأفعال الناقصة التصرف ، إذ لا يأتي منه إلا الماضي والمضارع واسم الفاعل ، ولا يأتي منه أمر ولا مصدر .
ويأتي تاماً بمعنى ( انفصل ) أو ( انحل ) ، نحو : انفكت العقدة .
انقلب
يأتي ناقصاً إذا كان بمعنى ( صار ) .
نحو : انقلب الأليف مفترساً ، ونحو : انقلب القماش ثوباً .
ويأتي تاماً إذا كان بمعنى ( ارتد ) ، نحو : انقلب الأمر رأساً على عقب ، ومنه قوله تعالى ( وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه )(1) .
إنما
لفظ مركب من ( إن ) المشبهة بالفعل و ( ما ) الزائدة الكافة عن العمل ، وعليه أبطل عمل ( إن ) ، وألغى اختصاصها في الدخول على الجملة الاسمية , وأصبحت صالحة للدخول على الاسمية والفعلية على حد سواء ، وتسمى ( إنما ) أداة حصر لا عمل لها .
ـــــــــــــــ
(1) الحج [11] .
إنما أنما
مثال دخولها على الجملة الاسمية قوله تعالى ( فذكر إنما أنت مذكر )(1) ، وقوله تعالى ( إنما المؤمنون إخوة )(2) .
ومثال دخولها على الجملة الفعلية قوله تعالى ( إنما يتذكر أولوا الألباب )(3) .
ومنه قول كثير :
أراني ولا كفران لله إنما أواخي من الأقوام كل بخيل
أنما
لفظ مركب من ( أن ) المشبه بالفعل المفتوحة الهمزة و ( ما ) الزائدة الكافة عن العمل .
نحو قوله تعالى ( يوحى إليّ أنما إلهكم إله واحد )(4) .
تنبيه : إذا دخلت ( ما ) الموصولة على ( إن ) أو ( أن ) فلا تكفها عن العمل ولا تركب معها في كلمة واحدة ، كما هو الحال مع ( ما ) الزائدة .
نحو : إن ما تقله حقيقة واقعة .
ويجوز أن يكون منه قوله تعالى ( إن ما توعدون لآت )(5) إذا اعتبرنا ( ما ) موصولة لا مصدرية .
ومثال ( أن ) و ( ما ) الموصولة قولنا : يوحى إليّ أن ما فعلته كان صواباً .
ـــــــــــــ
(1) الغاشية [21] (2) الحجرات [10] .
(3) الزمر [9] (4) فصلت [5] .
(5) الأنعام [134] .
أنما إنه آه
ومنه قوله تعالى رغم اتصال ( أن ) بما ( لا جرم أنما تدعونني إليه ليس له دعوة في الدنيا )(1) .
إنه
تأتي مركبة من ( إن ) المشبهة بالفعل و ( هاء ) السكت ، وتأتي مركبة من
( إن ) التي هي حرف جواب بمعنى ( أجل ) مبني على السكون لا محل له من الإعراب و ( هاء ) السكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب .
نحو : هل وصل أخوك ، فتقول : إنه ، ومنه قول عمر بن أبي ربيعة :
ويقلن شيب قد علاك وقد كبرت فقلت إنه
والشاهد في البيت قوله ( إنه ) فيصح أن نعتبر ( إن ) حرف توكيد ونصب والهاء ضمير متصل في محل نصب اسم إن وسكن لأجل الوقف ، ولكن هذا الوجه مرجوح لأن الهاء لو كانت ضميراً لثبتت في الوصل كما تثبت في الوقف وليس الأمر كذلك ، إنما تقول في الوصل إن يا فتى بحذف الهاء (2) ، ويصح أيضاً أن نعتبر ( إن ) حرف جواب بمعنى أجل ( والهاء ) للسكت حرف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وهو موضع الشاهد في البيت .