حرف الباء
تأتي الباء المفرطة على وجهين :
أولاً : حرف جر أصلي في المواطن الآتية :
1 ـ حرف جر للإلصاق ، سواء أكان الإلصاق حقيقياً ، نحو : أمسكت الحبل بيدي أي ألصقتها به ، ومنه قوله تعالى ( ولا تلبسوا الحق بالباطل )(1) .
وقوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين )(2) .
أم مجازياً ، نحو : مررت بزيد ، والمعنى التصق مروري بموقع يقرب منه .
ومنه قوله تعالى ( وإذا مروا بهم يتغامزون )(3) .
وقوله تعالى ( حتى يأتي الله بأمره )(4) .
2 ـ للاستعانة ، نحو : كتبت بالقلم .
ومنه قوله تعالى ( يأيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر )(5) .
وقوله تعالى ( بسم الله الرحمن الرحيم ) .
وقوله تعالى ( ولا طائر يطير بجناحيه )(6) .
3 ـ للتعدية : وهي الباء التي يتوصل بها الفعل اللازم إلى المفعول به ، وتقوم مقام الهمزة ، نحو قوله تعالى ( ذهب الله بنورهم )(7) .
وقوله تعالى ( ولو شاء الله لذهب بسمعهم )( .
4 ـ للتعليل : وتعرف بباء السببية .
نحو قوله تعالى ( فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم )(9) .
ـــــــــــــ
(1) البقرة [42] (2) المائدة [6] (3) المطففين [30] .
(4) البقرة [109] (5) البقرة [153] (6) الأنعام [38] .
(7) البقرة [17] ( البقرة [30] (9) المائدة [13] .
الباء
وقوله تعالى ( أخذته العزة بالإثم )(1) ، وقوله تعالى ( إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل )(2) ، وقوله تعالى ( ما خلقناهما إلا بالحق )(3) .
5 ـ للبدلية أو التعويض : وهي الباء التي يمكن استبدالها بكلمة ( بدل ) ، كقوله تعالى ( يشترون الحياة الدنيا بالآخرة )(4) .
وقوله تعالى ( ولا تشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً )(5) .
6 ـ وتأتي للتبعيض : وهي المتضمنة معنى ( من ) ، نحو قوله تعالى ( عيناً يشرب بها عباد الله )(6) ، وقوله تعالى ( إنما أنزل بعلم الله )(7) ، وقوله تعالى ( وامسحوا برؤوسكم )( ، فيمن فسر الآية ببعض رؤوسكم ، وهو مذهب الشافعي ، والصحيح أن الباء في الآية للاستعانة ، فإن ( مسح ) يتعدى إلى مفعول به ، وهو المزال عنه ، وإلى آخر بحرف الجر وهو المزيل ، فيكون التقدير " فامسحوا أيديكم برءوسكم "(9) . وقيل الباء فيها للإلصاق ، ومنه قول عنترة :
شربت بماء الدحرضين فأصبحت زوراء تنفر عن حياض الديلم
والمعنى : شربن من ماء الدحرضين . ومثله قول أبي ذؤيب الهندلي * :
شربت بماء البحر ثم ترفعت متى لجج ، خضر لهن نئيج
ـــــــــــــ
(1) البقرة [26] (2) البقرة [39] (3) الدخان [54] .
(4) النساء [73] (5) المائدة [44] (6) الإنسان [6] .
(7) هود [14] ( المائدة [6] .
(9) أنظر البرهان للزركشي ص 257 .
* أبو ذؤيب الهندلي : هو خويلد بن خالد بن محرز ، ويقال بن محرث زبيد بن مخزوم الهذلي ، أحد الشعراء ، عاش في الجاهلية وأدرك الإسلام فأسلم وحسن إسلامه ، ومات في إحدى غزوات أفريقية ، وقيل خرج مع ابن له وابن أخ فغزوا أرض الروم مع المسلمين ومات هناك بعد أن قفلوا عائدين ، كان شاعراً فحلاً لا غميرة فيه ولا وهن ، وكان متقدماً على شعراء هذيل بقصيدته التي يرثي فيها بنيته .
الباء
7 ـ وتكون للاستعلاء وهي الباء ، المتضمنة معنى ( على ) .
نحو قوله تعالى ( إن تأمنه بدينار لا يؤده إليك )(1) .
وقوله تعالى ( وإذا مروا بهم يتغامزون )(2) .
ومنه قول الشاعر * :
بودك ما قومي على ما تركتِهمْ سُلَيْمى إذا هبت شَمال وريحها .
والمعنى : على ودك قومي ، و ( ما ) زائدة ، ومنه قول الآخر :
أرب يبول الثعلبان برأسه لقد ذل من بالت عليه الثعالب
والتقدير : على رأسه .
8 ـ وتضمن معنى ( في ) وتسمى باء الظرفية ، وتكون مع المعرفة .
نحو قوله تعالى ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً )(3) .
وقوله تعالى ( الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار )(4) .
وتكون مع النكرة ، نحو قوله تعالى ( أنجيناهم بسحر )(5) .
ومنه قول الشاعر ** :
إن الرزية لا رزية مثلها أخواي إذ قتلا بيوم واحد
ـــــــــــــ
(1) آل عمران [75] (2) آل عمران [96] .
(3) البقرة [274] (4) القمر [43] .
(5) المطففين [30] .
* عمرو بن قميئة : هو عمرو بن قميئة بن ذريح اليشكري يلقب بالضائع ، حيث دخل بلاد الروم مع امرئ القيس فهلك فيها ، وهو من أقدم شعراء بكر المشهورين في الجاهلية .
** الشماخ : هو الشماخ بن ضرار بن سنان بن أمية بن سعد بن ذبيان ، وقيل هو ابن ضرار بن حرملة بن صيفي بن إياس بن ذبيان ، أحد شعراء الطبقة الثالثة الجاهلية ، أدرك الجاهلية والإسلام فأسلم ، والشماخ لقبه ، وقيل اسمه معقل ، قال عنه ابن سلام " فأما الشماخ فكان شديد متون الشعر ، أشد أسر الكلام من لبيد ، وفيه كزازة ، ولبيد أسهل منه منطقا " .
الباء
وقول الآخر :
وهن وقوف ينتظرن قضاءه بضاحي غداة أمره وهو ضافر (1)
فالشاهد في البيتين ( بيوم ) أي في يوم ، وهو نكرة ، وقوله ( بضاحي ) أي في ضاحي ، وضاحي نكرة أيضاً .
9 ـ وتكون للمجاورة ، وهي المتضمنة معنى ( عن ) ، نحو قوله تعالى ( فاسأل به خبيراً )(2) ، وقوله تعالى ( سأل سائل بعذاب واقع )(3)، أي : عن عذاب واقع .
ومنه قول علقمة بن عبدة * :
فإن تسألوني بالنساء فإنني بصير بأدواء النساء طبيب
وفي رواية ( خبير ) والمعنى : عن أدواء .
ومنه قول عنترة :
هلا سألت الخيل يا ابنة مالك إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
أي : عما لم تعلمي .
10 ـ وتكون للمصاحبة ، وهي المتضمنة معنى ( مع ) وتسمى باء الحال .
نحو قوله تعالى ( وقد دخلوا بالكفر وهم قد خرجوا به )(4) ، أي : مع الكفر .
وقوله تعالى ( قد جاءكم الرسول بالحق )(5) ، والمعنى : مع الحق .
ـــــــــــــــ
(1) الضاحي : الطاهر ، الضافر : الساكت التي لاجتر .
(2) الفرقان [59] (3) المعارج [10] .
(4) المائدة [61] (5) النساء [170] .
* علقمة بن عبدة : هو علقمة بن عبدة بن النعمان بن ناشرة بن قيس ينتهي نسبه إلى مضر بن نزار ، شاعر جاهلي مشهور جعله ابن سلام في الطبقة الرابعة الجاهلية ، وعرف بعلقمة الفحل ، وقد سمي بذلك لأنه خلف امرأة امرئ القيس لما حكمت له على امرئ القيس بأنه أشعر منه في وصف فرسه فغضب امرؤ القيس فطلقها ، فخلفه عليها علقمة .
الباء
ولباء المصاحبة علامتان إحداهما : أن يحسن في موضعها ( مع ) ، والثانية : أن تغني عنها وعن مصحوبها الحال .
فالتقدير في الآية الأولى قد خلوا كافرين ، وفي الآية الثانية محقاً . ومنه قوله تعالى ( واختلط به نبات الأرض )(1) ، أي : معه ، وقوله تعالى ( اهبط بسلام )(2) ، والتقدير : مع السلام أو مسلماً . ومنه قول الشاعر * :
داويته بالمحض حتى شتى يجتذب الآرى بالمرود
أي : مع المرود ، والمرود هي الوتد .
11 ـ وتأتي للغاية : وهي المتضمنة معنى ( إلى ) ، نحو قوله تعالى ( وقد أحسن بي )(3) ، أي : إلي .
12 ـ وتكون بمعنى ( من أجل ) ، نحو قوله تعالى ( ولم أكن بدعائك رب شقياً )(4) ، والتقدير : من أجل دعائك .
ومنه قول لبيد :
غلب تشذر بالذحول كأنها جن البدى رواسياً أقدامها
أي : من أجل الذحول .
13 ـ وتكون حرف جر للقسم .
نحو قوله تعالى ( وأقسموا بالله جهد أيمانهم )(5) .
ــــــــــــــ
(1) يونس [24] (2) هود [48] .
(3) يوسف [100] (4) مريم [4] (5) التوبة [62] .
* المثقب العبدي : هو عائذ بن محضن بن ثعلبه بن وائلة بن عدي ، أحد شعراء البحرين المشهورين ، وجعله ابن سلام في مقدمتهم ، وسمي المثقب لبيت قاله هو :
رددن تحية وكنن أخرى وثقبن الوصاوص للعيون
ويروى صدر البيت : " ظهرن بكلة وسدلن أخرى " أنظر المفضليات ص289 .
الباء
وهناك معان أخرى للباء ذكرها المفسرون والمحققون منها :
14 ـ إنها تكون بمعنى المقابلة أو باء الثمن ، وهي الباء التي تدخل في البيع أو المشترى ، نحو قوله تعالى ( وشروه بثمن بخس دراهم معدودة )(1) .
ومنه قوله تعالى ( اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً )(2) .
15 ـ وتكون للآلة ، نحو قوله تعالى ( فقلنا اضربوه ببعضها )(3) ، فالباء في ببعضها للآلة ، ومنه قوله تعالى ( ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر )(4) .
قال أبو حيان في البحر المحيط : جعل الماء كأنه آلة يفتح بها (5) ، كما تقول فتحت الباب بالمفتاح .
16 ـ وتكون للملابسة ، نحو قوله تعالى ( فقد باء بغضب من الله )(6) .
فالباء في قوله ( بغضب ) للملابسة ، أي : متلبساً ومصحوباً بغضب .
ومنه قوله تعالى ( خلق السموات والأرض بالحق )(7) والمعنى خلقاً متلبساً بالحق .
ولا تخرج باء الملابسة عن كونها مع مجرورها متعلقة بمحذوف حال ، كما هو الأمر مع باء المصاحبة .
ثانياً : تأتي الباء حرف جر زائد ، وتزاد في المواضع الآتية :
1 ـ تزاد في فاعل كفى غالباً ، نحو قوله تعالى ( وكفى بالله شهيداً )( .
وقوله تعالى ( كفى بالله وكيلاً )(9) .
ــــــــــــ
(1) يوسف [20] (2) التوبة [9] (3) البقرة [73] .
(4) القمر [11] (5) أنظر البحر المحيط ج8 ص173 .
(6) الأنفال [16] (7) التغابن [3] .
( النساء [79] (9) الأحزاب [48] .
الباء
2 ـ في مفعول كفى ، وعلم ، وعرف ، ولقي ، ومد .
كقول المتنبي :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا
ومنه قوله تعالى ( ولا تلقوا بأيدكم إلى التهلكة )(1) .
3 ـ في فاعل فعل التعجب مع صيغة " أفعل به " .
كقوله تعالى ( أسمع بهم وأبصر )(2) ، ومنه قول ابن زيدون :
أكرم بولادة ذخر المدخر لو ميزت بين بيطار وعطار
4 ـ وتزاد في كلمة ( حسب ) ، نحو : بحسبك درهم .
كما تزاد في المبتدأ بعد إذا الفجائية ، نحو : خرجت فإذا بأخيك بالباب .
فالباء في ( بأخيك ) زائدة وأخيك مجرورة لفظاً مرفوعة محلاً لأنها مبتدأ ، وبالباب جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ .
5 ـ تزاد في خبر ليس ، وما المشبه بها ، كقوله تعالى ( وأن الله ليس بظلام للعبيد )(3) ، ومنه قول الشاعر * :
ولست بصائم رمضان يوما ولست بآكل لحم الأضاحي
ومثال زيادتها في خبر ما المشبهة بليس قوله تعالى ( وما أنت بمعجزين في الأرض )(4) .
ــــــــــــــ
(1) البقرة [195] (2) مريم [38] .
(3) آل عمران [182] (4) العنكبوت [22] .
* الأخطل : هو غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو التغلبي ، ويكنى أبا مالك ، ولد بالحيرة بالعراق عام 19 هـ ونشأ بها على المسيحية ، واتصل بالأمويين في الشام فكان شاعرهم ، وهو من الطبقة الإسلامية الأولى ، اشتهر بنقائضه مع جرير والفرزدق ، شاعر مصقول الألفاظ حسن الديباجة ، معجب بأدبه ، كثير العناية بشعره ، يشبه من شعراء الجاهلية النابغة الذبياني ، توفي سنة 90 هـ .
الباء
ومنه قول الشاعر * :
ما كثرة الخيل العتاق بزائدي شرفاً ولا عدد السوام الضافي
6 ـ تزاد في التوكيد بالنفس والعين ، نحو : جاء القائد بنفسه ، ونحو : وصافحت الرئيس بعينه .
7 ـ تزاد في الحال المنفي عاملها ، نحو : ما رجعت بخائب .
ومنه قول الشاعر :
فما رجعت بخائبة ركاب حكيم بن المسيب منتهاها
8 ـ وتزاد في خبر كان المنفي ، كقول الأعشى :
وإن مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أشجع القوم أعجل
ـــــــــــــ
* أبو نواس : هو أبو الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصياح الحكمي الشاعر المشهور ، ويكنى بأبي نواس ، أحد كبار الشعراء في العصر العباسي ، لقب بشاعر الخمرة ، ولد في البصرة سنة 136 هـ ، ودرس على أئمة اللغة ، ثم التحق ببلاط الرشيد في بغداد ، واتصل بالبرامكة ومدحهم ، كان واسع العلم كثير الحفظ ، قوي البديهة والارتجال ، يعد في طليعة الطبقة الأولى من المولدين ، توفي في بغداد سنة 198 هـ .
الباء
نماذج من الإعراب
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( حتى يأتي الله بأمره ) .
حتى : حرف جر وغاية .
يأتي : فعل مضارع منصوب بأن مضمرة وجوباً بعد حتى .
الله : لفظ الجلالة فاعل مرفوع بالضمة ، والجملة في محل جر بحتى .
بأمره : جار ومجرور متعلقان بيأتي ، وأمر مضاف ، والضمير في محل جر بالإضافة .
قال تعالى ( فاختلط به نبات الأرض ) .
فاختلط : الفاء حسب ما قبلها ، اختلط فعل ماض مبني على الفتح .
به : جار ومجرور متعلقان باختلط .
نبات : فاعل مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
الأرض : مضاف إليه مجرور بالكسرة .
والجملة لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
قال الشاعر :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمانيا
كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر .
بك : الباء حرف جر زائد ، والكاف ضمير المخاطب مبني على الفتح في محل نصب مفعول به لكفى .
داء : تمييز منصوب . وجملة كفى بك داء ابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أن ترى : أن حرف مصدري ونصب ، ترى فعل مضارع منصوب بأن ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوباً تقديره أنت .
وجملة أن ترى مصدر مؤول في محل رفع فاعل لكفى .
الموت : مفعول به أول لترى .
الباء
شافيا : مفعول به ثان .
وحسب : الواو حرف عطف ، حسب مبتدأ مرفوع بالضمة ، وهو مضاف .
المنايا : مضاف إليه مجرور .
وجملة حسب مع خبره معطوفة على الجملة الابتدائية لا محل لها من الإعراب .
أن يكن : أن حرف مصدري ونصب ، يكن فعل مضارع ناقص مبني على السكون لاتصاله بنون النسوة في محل مصب ، ونون النسوة في محل رفع اسمه .
أمانيا : خبر يكن منصوب والمصدر المؤول من أن يحن أمانيا في محل رفع خبر لحسب .
وجملة يكن أمانيا لا محل لها من الإعراب صلة الموصول ( أن ) الموصول الحرفي .
قال تعالى ( ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ) .
ولا : الواو حسب ما قبلها ، لا ناهية جازمة .
تلقوا : فعل مضارع مجزوم ، وعلامة جزمه حذف النون ، وواو الجماعة في محل رفع فاعل .
بأيديكم : الباء حرف جر زائد ، وأيدي اسم مجرور لفظاً منصوب محلاً مفعول به لتلقوا ، وهو مضاف ، والكاف في محل جر مضاف إليه .
إلى التهلكة : جار ومجرور متعلقان بتلقوا .
قال تعالى ( كفى بالله شهيداً ) .
كفى : فعل ماض مبني على الفتح المقدر على الألف للتعذر لا محل له من الإعراب .
الباء
بالله : الباء حرف جر زائد ، الله لفظ الجلالة مجرور لفظاً مرفوع محلاً فاعل لكفى .
شهيداً : تمييز منصوب ، وقيل حال ، والوجه الأول هو المعمول به .
قال تعالى ( وما أنتم بمؤمنين ) .
وما : الواو حسب ما قبلها ، ما نافية تعمل عمل ليس .
أنتم : ضمير منفصل مبني على السكون في محل رفع اسم ما .
بمؤمنين : الباء حرف جر زائد ، مؤمنين خبر ما منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ، ويجوز القول إنها مجرورة لفظاً ، وعلامة جرها الياء أيضاً في محل نصب .
بات بادئ بدء
بات
تأتي فعلاً ناقصاً من أخوات كان إذا أفادت اتصاف المبتدأ بالخبر وقت المبيت
( أي في الليل ) وهي تامة التصرف تستعمل في الماضي والمضارع والأمر والمصدر واسم الفاعل ، نحو : بات الفائز فرحاً .
ومنه قول الشاعر :
أبيت نجيا للهموم كأنما خلال فراشي جمرة تتوهج
ومنه قوله تعالى ( والذين يبيتون لربهم سجداً وقياماً )(1) .
وبت صائماً ، وأفرحني بياتك صائماً .
وتأتي فعلاً تاماً تكتفي بمرفوعها ( الفاعل ) ، وذلك إذا كانت بمعنى دخل في الليل أو نزل ليلاً ، نحو : بات الرجل في بيتنا .
ومنه قول امرئ القيس :
وبات وباتت له ليلة كليلة ذي العائر الأرمد
ومنه قولهم ( بات بالقوم ) أي : نزل بهم ليلاً .
بادئ بدء ، وبادئ ذي بدء
لفظ بمعنى أول شيء ، ويعرب ( بادئ ) حالاً منصوبة بالفتحة ، وأعربه بعضهم ظرفاً منصوباً بالفتحة ، وهو مضاف ( وبدء ) مضاف إليه . أو بادئ مضاف ( وذي ) مضاف إليه ، ( وذي ) مضاف ، ( وبدء ) مضاف إليه .
نحو : ذهبت إلى والدي بادئ ذي بدء ..
وكثيراً ما يستخدمه الكتاب في افتتاح كتاباتهم فيقولون : بادئ ذي بدء كذا وكذا .
ــــــــــــــ
(1) الفرقان [64] .
بئس
فعل ماض جامد لإنشاء الذم .
ولفاعله أربعة أحوال ، ثم يليه اسم مخصوص بالذم .
أحوال فاعل بئس
1 ـ يكون فاعل بئس معرفاً ( بأل ) ، نحو : بئس العمل الخيانة ، ومنه قوله تعالى
( فأوردهم النار وبئس الورد المورود )(1) .
2 ـ أن يكون مضافاً إلى المعرف ( بأل ) ، نحو : بئس صديق المرء الكاذب ، ومنه قوله تعالى ( ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين )(2) .
3 ـ أن يكون ( ما ) الموصولة ، نحو : بئس ما كانوا يخططون ، ومنه قوله تعالى
( ولبئس ما شروا به أنفسهم )(3) .
4 ـ أن يكون ضميراً مميزاً بنكرة مفسرة ، نحو : بئس وسيلة الكذب . أما الاسم المخصوص فيعرب مبتدأ مؤخراً ، وجملة الذم في محل رفع خبر مقدم ويجوز إعرابه خبراً لمبتدأ محذوف تقديره هو .
ويجوز أيضاً إعرابه مبتدأ وخبره محذوف والتقدير : بئس العمل الخيانة هي ، أما إذا تقدم المخصوص على جملة الذم فلا يعرب إلا مبتدأ والجملة بعده في محل رفع خبر ، نحو : الخيانة بئس العمل .
ــــــــــــــ
(1) هود [98] (2) آل عمران [151] .
(3) البقرة [102] .
بئس
نماذج من الإعراب
نماذج من الإعراب
قال تعالى ( ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين ) .
ومأواهم : الواو للحال ، مأوى مبتدأ ، وهو مضاف ، والضمير في محل جر مضاف إليه .
النار : خبر مرفوع .
والجملة في محل نصب حال من واو الجماعة ، والرابط الواو والضمير .
وبئس : الواو للاستئناف ، بئس فعل ماض مبني على الفتح فعل ذم .
مثوى : فاعل مرفوع بالضمة المقدرة ، وهو مضاف .
الظالمين : مضاف إليه مجرور بالياء .
والمخصوص بالذم محذوف تقديره النار ، وهو إما مبتدأ مؤخر ، والجملة قبله في محل رفع خبر مقدم ، أو خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هي النار ، أو مبتدأ حذف خبره وتقديره : النار هي ، وهو وجه ضعيف .
" بئس وسيلة الكذب " .
بئس : فعل ماض لإنشاء الذم ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازاً تقديره هو .
وسيلة : تمييز منصوب بالفتحة .
الكذب : مخصوص بالذم ، مبتدأ والجملة قبله في محل رفع خبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف والتقدير : هو الكذب .
بجل
يأتي لعدد من الأوجه :
1 ـ حرف جواب بمعنى ( نعم ) لا عمل له ، مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وتكون تصديقاً للخبر وإعلاماً للمستخبر .
فمثال التصديق للخبر أن يقول لك شخص ( تفوقت في عملي ، فتقول له : بجل ) . ومثال الإعلام للمستخبر أن يقول لك شخص ( أأضرب زيداً ، فتقول له : بجل ) .
2 ـ اسم فعل مضارع بمعنى ( يكفي ) مبني على السكون .
تقول : بجلي درهمان ، أي : يكفيني درهمان .
ومنه قول الشاعر :
نحن بني ضبة أصحاب الجمل ردوا علينا شيخنا ثم بجل
3 ـ اسم بمعنى ( حسب ) وهذا هو المعنى الذي ذكره سيبويه ، حيث قال : وأما بجل بمنزلة حسب (1) .
ومنه قول طرفة بن العبد :
ألا إنني أشربت أسود حالكا ألا بجلي من الشراب ألا بجل
وقول لبيد :
فمتى أهلك فلا أحفله بجلي الآن من العيش بجل
وبناء على ما سبق إذا كانت ( بجل ) حرفاً أو اسم فعل فهي حرف مبني على السكون ، أما إذا كانت اسماً مرادفاً ( لحسب ) فه معربة (2) .
ــــــــــــــ
(1) أنظر الكتاب لسيبويه ج4 ص234 .
(2) أنظر اللسان مادة بجل .
بجل
نماذج من الإعراب
نماذج من الإعراب
قال طرفة :
ألا إنني أشربت أسود حالكا ألا بجلي من الشراب ألا بجل
ألا : حرف استفتاح لا محل له من الإعراب .
إنني : حرف توكيد ونصب ، والياء في محل نصب اسمها .
أشربت : فعل ماض مبني للمجهول ، والتاء في محل رفع نائب فاعل .
أسود : مفعول به لأشربت .
حالكا : صفة لأسود منصوبة بالفتحة .
والجملة من الفعل ونائب الفاعل والمفعول به في محل رفع خبر إن .
والجملة من إنني ... إلخ لا محل لها من الإعراب ابتدائية .
ألا : استفتاحية مبنية على السكون لا محل لها من الإعراب .
بجلي : مبتدأ مرفوع بالضمة المقدرة قبل ياء المتكلم منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة المناسبة ، وبجل مضاف ، وياء المتكلم في محل جر مضاف إليه .
من الشراب : جار ومجرور متعلقان ببجل .
ألا : استفتاحية توكيد للأولى .
بجل : توكيد لفظي لبجل السابقة .
وخبر المبتدأ محذوف تقديره : شيء قليل التقدير كان من الشراب .